قمت بزيارة الأستاذ الصديق عبد الرحمن المقيطيب في مستشفى الملك فهد التخصصي، وكان يرافقني الأستاذ سامي الغرير عضو لجنة أصدقاء المرضى، سررنا كثيراً بتحسن حالة مريضنا (أبو سليمان) كثيراً، لكنني حزنت كثيراً عندما قال لي الأستاذ سامي بعد الزيارة أنه تذكر السجن العام!! يقصد بذلك الازدحام الشديد في الاسرّة، وعدم النظام، وقص الأستاذ عبد الرحمن المقيطيب لنا قصته مع أكبر المستشفيات بمنطقة القصيم !! أصيب صديقنا بصعق كهربائي شديد (كهربنا جيد بالصعق بس) تمزقت فيه مفاصل يديه من الأكتاف، وقد عانى من جراء ذلك آلاماً شديدة لا يتحملها إلا أشد الرجال، فقد أفتى طبيب (يبدو أنه سباك) بأنه بخير وأنها آلام وقتية، ولا يجب أن يلتفت لها . خرج صاحبنا مكرهاً من المستشفى المركزي، لم ينم بعدها لمدة ثلاث أيام من شدة الألم، راجع بعدها المستشفى التخصصي الذي أفاد فيه طبيبه بأن حالته خطيرة جداً، قد تؤدي إلى تليف عصب الأكتاف ثم شللها، فتم تنويمي في المستشفى بغرفة يوجد بها سبعة أشخاص !! كلهم يئن من شدة الألم، وخدمات سيئة، حتى وصل الحال بعبد الرحمن المقيطيب إلى جلب مخدات (وسائد) حتى يرتاح على السرير الأبيض، ناهيك عن حالة دورات المياه ونظافتها ، ومستوى التعقيم بها، هذا من حيث الشكل الصحي، أما المضمون فله حكايات وحكايات، فقد كانت العملية الجراحية المقررة لصاحبنا بموعد محدد (بالزام) كما أفاد صاحبي، وكأننا عند خباز شارع الوحدة !! ودور صاحبنا لم يأتي إلا بواسطة، وهنا أضحك على زمن كنا نستهزئ ببعض المجتمعات العربية فأصبحنا أسوأ منها. يحدثني صاحبي أن بعض المرافقات لبعض المرضى تنام على الأرض بشكل مخزي، ويأتي الطبيب مع مرافقيه في الصباح ليكشف على المريض ومرافقيه بعد إصابتهم بنزلة برد بعد نومهم في الأرض !!. لاأ شك في وطنية رجال الصحة بداية من الوزير إلى مدير الشئون الصحية بالقصيم، لكن الناس تتساءل ما سبب هذا التردي المخزي في خدمات مستشفيات القصيم في بريده، وعنيزه، والرس، ومستشفى الولادة، والذي يغطي بخدمات متواضعة جميع القصيم !!. ولا أدل على هذا التردي هو حرص الكثير من الناس على مراجعة المستشفيات الخاصة الناهبة لجيب المواطن، دون تحديد وأنظمة، بمباركة وزارة الصحة، وتصنيفها عبر إعطاء الدروع والشكر العلني الفاضح، كما حصل ويحصل كل يوم في مستشفى الحبيب، ويقتات من هذا التزاوج الغير بريء شركات التأمين الصحي، التي لم تبقى ولم تذر، ولم تستثني مواطناً أو مقيماً أو عاملاً مسكيناً إلا قصمته. سوف يسألكم الله عن هذه الأمانة(من الوزير الى كل مسؤول)، وقد ترون العقوبة في دنياكم قبل آخرتكم إن لم تصلحوا هذا الخلل والتقصير الحاصل، فلا عذر لكم، منصب ومخصصات مالية، ولن تنفعكم صور الجرائد وشاشات التلفزة، فهي سحب لا تدوم، وقد تكون ريحاً صرصراً عاتية. [email protected]