بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمسلمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجميعن: تعودنا منذ الصغر ونحن ندرس طيلة حياتنا العلمية في المدرسة أن التشريع له ثلاثة مصادر هي القرآن والسنة والاجماع ونشأنا بهذا الفكر , لكن الذي يحدث الآن أننا نتعلم أمور داخل المدرسة ونجد أشياء أخرى خارجها ,كل بلد له نظام ونظام البلاد في هذا الخصوص هي هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للافتاء وفي الدول الاخرى يوجد مثل هذه الأنظمة لكن بمسميات مختلفة . وتعلمنا بأن علينا كمسلمين أن نتبع أهل العلم في المسائل الخلافية ونتبع الأجماع لكن الذي يحدث في هذا الزمان أن كل واحد فينا يتبع مايحلو له من العلماء الذين هم خارج اللجنة الموثقة من الدولة.وهذا اتباع للهوى ,ومعروف في شرعنا الحكيم ان حكم اتباع الهوى لايجوز وعلينا اتباع مايجمع عليه العلماء في مسألة ما تجد هيئة كبار العلماء يفتون بمسألة معينة بتحرمها او تحليلها ,وفجأة تجد علماء خارج هذه الهيئة من يفتي بالعكس تماما أو معها هنا مشلكة ,ويجب علينا ان نتفق اما أن تنبع اجماع العلماء ,أو أن يتبع كل واحد منا ما يناسب هواه وهنا مشكلة اخرى هي اذا قلنا أن كل واحد منا عليه أن يتبع ما يناسب هواه , فهذه مشكلة كبيرة ,لأن في هذا ضلال واتباع كل واحد منا لشيخ معين يوصلنا الى المجهول وعلينا اذا ان نسلم,فأنا مثلا يعجبني الشيخ جمال البنا المعروف وغيري يحب اتباع من افتى بجواز ارضاع الزميلة بالعمل والآخر يتبع من قال بتكفير الناس وقتلهم لأني اذا اتبعت شيخ معين وقال هذا الشيخ وافتى مثلا بجواز قتل الجار لجاره عند مضايقته له ويجوز له ذلك ,اذا اذا انا كنت اتبع هذا الشيخ سأنفذ ماقاله من ضلال او اذا قال آخر بجواز قتل الناس وتكفيرهم فستجد من يتبعوه في كلامه وفتواه اذا في هذه الحالة ليس لأحد أن يعيب على الآخر ,لأنه بهذه الطريقة ( الغير صحيحة) من يحكم على من ومن يحاسب من ,ومن يقول هذا على ضلال وهذا على الطريق السليم الى بومنا هذا والى الغد سيتعلم اطفالنا أن أعيادنا في الاسلام عيدان في السنة وعيد في الاسبوع الفطر والأضحى والجمعة فتجد الطفل يتعلم شيء بمدرسته ويجد الشيخ الفلاني يفتي بجواز كل الأعياد (الميلاد - والزواج - الخ) ماعدا الأعياد الدينية (العيد النبوي وغيره) اما اذا اتبعنا اجماع العلماء الذي وثقتهم الدولة (واذا افتو بشيء ويعلمون أن عكس ذلك هو الصواب فعقابهم عند ربهم وليس انا وانت وغيرنا من يحاسبهم) فنجد كثير من المسائل هي حرام عند هذا العالم وحلال عند الآخر وكل واحد يعب على الآخر مع أن كبار العلماء قررو وأفتو في هذه المسألة ومن المفترض ان نسير خلفهم عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: (ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات، فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه) قال تعالى : ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى) ،قال تعالى : ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون ). (البقرة :87) وقال تعالى : ( وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين ) حاتم أحمد عودة جامعة الامام-كلية الشريعة