\"الوطن والوطنية\" تشكل عندنا – كسعوديين – أزمة حقيقية لم يوفق أحد في تفكيك طلاسمها وحل عقدها ! .. فبينما يفسر البعض الوطنية بالرقص والاحتفال والأغاني الوطنية إشباعاً لنزوات المراهقة بلا إدراك للسبب الحقيقي وراء الاحتفال يتجه البعض إلى رفع اللوحات ونشر الإعلانات النفاقية في الجرائد و وسائل الإعلام كتعبير عن حبهم للوطن الذي لم يساهموا يوماً برفعته مادياً أو فكرياً ! .. من هو \"المواطن\" الحقيقي الذي يحمل كل معاني \"الوطنية\" في ذاته ؟! .. هل هو الراقص أم صاحب الشعارات ؟ .. وللأسف الشديد فإن هذين النوعين هما اللذان يتم تسليط الضوء عليهما في وسائل إعلامنا التي دائماً ما أؤكد أنها – أي وسائل الإعلام – هي المساهم الحقيقي في مأساة الوطن الحالية ! أتحدى أن يتحدث أي متحدث في أي مكان من بلادي يومَ الاحتفال بالعيد الوطني عن مأساة صاحبة (لحم الحمار) التي تتمناه قوتاً لمن تعول ! .. وأتحدى أن تجدوا في كل صحفنا غداً من يتحدث عن هذه البائسة ومثيلاتها التي لم يصل إليها المواطن / عبدالرحمن الحسين وفريق عمله ! هل تبحثون عن المواطن الحقيقي ؟! .. إن كل معاني المواطنة الحقيقية تتمثل في تلك العجوز البائسة .. وتتمثل في مَن سلط الضوء عليها .. وتتمثل في من سيكتب مأساتها ومثيلاتها غداً في صحفنا أو قنواتنا التلفزيونية ! وكل عام وأنتَ بخير .. يا وطن الخير .. ولكن للغير ! عبدالرحمن بن صالح الحمادي - الزلفي