ليس هناك شخص سوي في فطرته إلا ويؤيد كل معاني الحرية والعدالة وما ينبثق عنهما من معان سامية وقد ربى الإسلام أبناءه على ذلك وقد نشرت صحفنا أمرين، أحدهما مناطقي حدث في ناحية محدودة من الوطن والآخر قضائي فيه أحكام على مواطنين ترتب عليه إصدار بيان لا أظن شيئا يجمع بينهما لا وحدة الموضوع ولا البنية النسيجية لذلك جاء البيان غير واضح، ما هدفه؟ ولمصلحة من؟ وهل فعلا أغلقت جميع السبل أمام أصحاب البيان لإيصال تظلمهم وشكواهم؟. إذا كان لديهم تظلم؟ كلنا يعرف أن من صدر في حقهم أحكام قضائية يحق لهم استئناف الحكم وبعضهم قد وكل محامين ومن حقهم الاستماع لهم وهو نظام القضاء في العالم وفي الشرع الإسلامي فمادام الأمر كذلك فما عساها تكون ضرورة البيان خاصة أن ولاة الأمر سواء خادم الحرمين الشريفين أو سمو ولي العهد لن يرضيا أبدا بأي ضيم على أي مواطن لأنهما ممن يهمهما أمر المواطنين كما أنهما يتصفان بالعفو الكريم ومن أخذ بالجرم يمكن تأديبه بحجم جرمه وكل المواطنين في ذلك سواء إلا أن شيئا واحدا لا يمكن أن تحمد عقباه أو يعرض للعب به وهو أمن الوطن ووحدته واستقراره، وفي ظني المحدود أن أمرا كهذا (التلاعب بأمن الوطن) لا يقدم عليه إلا من سبقت عليه عدم مصداقيته بالانتماء لهذا الوطن. إن من يظن أن ليس لدينا عيوب يكون قد جافى الحقيقة، لكن أصحاب البيت الواحد الذين يهمهم مصلحته والذي يحترم فيه كل من فيه تتعاضد أيديهم وتتظافر جهودهم عبر جميع الوسائل ليبقى الوطن قويا متماسكا، ومهما تعاظمت الاختلافات وتكاثرت الأفكار وتباينت الآراء يظل للوطن حرمته وقداسته ولسنا هنا نمنح صكوك براءة للمسؤولين ولا حتى المواطنين إنما الأمر أمر وطن، ولعل من سنن الله الكونية وبما يواكب النواحي التطويرية أن يبذل الجميع معا يدا بيد إجراء كل ما من شأنه تحقيق مزيد من التلاحم المبني على المشاركة والتفاعل وكذا استحداث وسائل حقيقية وذات شفافية عالية للرقي بالوطن ليكون في مصاف الدول الحضارية من الناحية الإنسانية والحقوقية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 119 مسافة ثم الرسالة