الحجر على طاش...! طرح مسلل \"طاش ماطاش\" في الحلقات الماضية على مائدة الإفطار مواضيع حساسة ومثيرة للجدل وأصبحت حديث المجتمع السعودي !! فلقد أشار بأصابعه على قضيتين اجتماعيتين من الهام جدا إعادة النظر فيهما وهي الفقر والتعليم وأنا لست بصدد الخوض والبحث في هاتين القضيتين لأن الجميع يعي تماما ما معني تفشي الفقر والتدني في مستويات التعليم وما مدى تأثيرها على المجتمعات ... فالموضوع يحتاج لوقفة صادقة من قبل المسئولين . طاش ماطاش ليس متخصص في مجال الطب فهو ليس بطبيب كي يشخص الحالات ومن ثم يصرف العلاج الذي يتناسب مع حالة المريض , هو ليس كذلك وهذا ليس هو الدور الذي يؤديه حاليا ويقوم به ولكن دوره أيضا هام جدا ومن غيره الطبيب سيظل تائها حائرا ولن يتمكن قطعا من تحديد مكان المرض ومن ثم معالجة المريض , إذا كان طاش ماطاش لايقوم بتشخيص المرض ولا يقوم بعلاجه !!.. إذن مافائدة عرض هذا المسلسل ؟! وماهو الدور الهام الذي يقوم به بالضبط لخدمة المجتمع؟! بالطبع سؤال في غاية الأهمية والإجابة عليه كالتالي : طاش ماطاش أشبه ما يكون بالأشعة الكاشفة وليست أي أشعة بل هو كما الأشعة المقطعية التي تصور الأعضاء المريضة وتحدد بوضوح دقة المكان المصاب ... بمعنى إن مهمة طاش ماطاش هو أن يصور.. أما العلاج فمن شأن الطبيب الذي لن يكون قادر على اتخاذ قراره من غير صور الأشعة التي على ضوءها يحدد خطورة الحالة من عدمها فلو يرى أن الأدوية غير مجدية فإنه في هذه الحالة يطلب تدخل جراحي على وجه السرعة لإنقاذ مايمكن إنقاذه ... فلك أن تتخيل عزيزي القارئ لو أن الطبيب لايملك هذه الأشعة .. فماذا بالله عليك سيكون مصير هذا المريض؟ طاش ماطاش هو المسلسل السعودي الوحيد الذي يملك هذه المساحة الكبيرة من الحرية ولم تمنح له هذه الثقة من قبل المسئولين , إلا بعدما أثبت بأنه فعلا من الأعمال القيمة والتي لها أهداف سامية ونبيلة قائمة على تطوير وبناء المجتمع السعودي وذلك يتجلى من خلال كشف النقاب عن البعض من الأمراض والقضايا الاجتماعية التي يحرص على تقديمها ضمن قالب كوميدي ساخر. على الرغم من مرور 16 عاما من هذا التميز إلا أنني أعيب على النجمين المتميزين ناصر وعبدالله استحواذهما بالكامل على أغلب الأدوار وعدم إتاحتهما الفرصة الكافية للآخرين فلا صوت يعلو فوق صوت ناصر وعبدالله ..!! وخصوصا بأن المسلسل يملك عناصر في قمة الإبداع مثل بشير غنيم , ويوسف الجراح , وراشد الشمراني سابقا وفهد الحيان الذي بالفعل شكل غيابه ثغرة كبيرة , كل هؤلاء كان لهم الفضل في نجاح المسلسل فغيابهم أفقد المسلسل بعضا من بريقه ,إذ نلاحظه من خلال تدني مستوى بعض الحلقات التي تسقط في هاوية الإفلاس الفكري حيث نفس السيناريو والشخصيات المكررة التي أصبحت مبتذلة ومستهلكة ولم تعد تملك نفس التأثير على مشاهد اليوم الواعي . البعض يتهم طاش ماطاش بالإساءة ويطالب بإيقافه والحجر عليه مثلما طالب في الحلقة الأولى الأبناء الحجر على والدهم لأنه لم يترك لهم المجال للاستمتاع بالمال خوفا عليهم من التقاعس والتخاذل ... فالسؤال الذي يلوح في الأفق : هل المقصرون والكسالى والمتخاذلين هم من يطالب بإيقاف مسلسل طاش ماطاش , أسوة بأبناء ذلك الرجل المسن ؟ ملخص القول : طاش ماطاش مشروع سعودي وطني يساهم في نشر الوعي بين أفراد المجتمع , ويتكلم بصوت وضمير المواطن حيث يحظى بجماهيرية واسعة في جميع أرجاء الوطن , إذ لابد من ضمان بقاءه واستمراريته ولن يكون هذا إلا إذا خضع تحت جهة إشرافية واعية حتى لايظل حكرا لأي شخص... خاص بصحيفة عاجل . [email protected]