\" وكالة الشيطان في مجلس المتدين \" عنوان مثير ، قصدت منه معالجة سوء المنطق ، لا تشويه سمعة المتدين ، كموضوع يغيب عن غالب ، خطب الجمعة ومحاضرات الدعاة . السخرية تنخر في المجتمع ، ويسجل المتوكلون عن الشيطان ، ألوانا من السخرية بآبائهم ، وبغيرهم من الناس ، وغالب خطب الجمعة والمحاضرات تتناول سوء الخلق ، بحديث لا يوصف الداء ، ولا يصف الدواء . والأسئلة تصارع القناعات : لماذا تنتشر السخرية بالآخرين ، ومتى نعترف بأن بيننا من يطيل السخرية ، ومن يتطاول بها ، ومن يزيد عيار المزاح ، ومتى يتصدى الدعاة لهذه الظاهرة ؟ \" إرهاب الأخلاق \" أفضل عنوان مقترح لمحاضرة داعية ، وليس هذا سخرية بهم ، ولا قنصا لجهودهم ، وسؤالهم الخاص : متى تلتفتون إلى إرهاب الأخلاق ، ومتى تعترفون بأن بيننا من يتوكل عن الشيطان في صد أخوته ومواطنيه عن الخير ؟ فلتات اللسان ، تخنق النفوس، وتقطع رباط الأخوة ، وتصد عن فعل الخير ، وتعين الشيطان ، ويكفي أنها تغير القلوب وتقطع رباط الأخوة . من يتابع الحركة الاجتماعية والثقافية وغيرها ، يدرك ألوان العداء بين الأشقاء والأصدقاء وغيرهم ، ويشعر بوكالة الشيطان ، وصدها عن صلة الرحم ، وعن فعل الخير وحضوره. في أسفل هذا المقال ، ربما أقرأ ، عن من يعقب ب : لماذا لا يكون المرء كبيرا ، ليحافظ على إيمانه وأخلاقه ودينه ، حتى وإن سخر منه المتوكلين عن الشيطان ؟ والتعقيب لا يمنع توجيه رسالة للمتوكلين عن الشيطان ، ومن يسكت عنهم ، ولمن يجالسهم . مجرد استعراض الحالة ، يصيب البعض بالدوران والغثيان ، وأدرك ذلك ، وفي المقابل ، فالبت في القضية من جميع النواحي ضرورة صحية ، لعل وعسى أن نقضي على الإرهاب الأخلاقي ، ولذا فالحاجة ماسة لسؤالين : \" هل جرحك الآخرون بالسخرية ، أو هل جرحك المتدينون بنصيحة ساخرة ؟! المعلمون وسخريتهم بالطلاب ، والطلاب وسخريتهم بالمعلمين ، والمعلمون وسخريتهم بزملائهم ، والمتزوجون وسخريتهم بزوجاتهم ، الأصدقاء وسخريتهم ببعضهم ، والأقارب وسخريتهم بأقاربهم .. ، والقائمة طويلة جدا. \"لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم \" هذه الكلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم ، لمن تشرف بصحبته ، دفاعا عن من تلطخ بالإثم ، فما بالنا بمن لا يعرف للإثم طريقا. وسؤال المقال الأول والأخير : أيهما أقرب للواقع اليوم ، إعانة الشيطان أم التوكل عنه ؟ فيما يبدو أن إعانة الشيطان ، في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مؤقتة وعابرة ، أو لحظية ، ولكنها في حالات محدثة ، التوكل دائم وبلا توقف ، ولذا توكلت على الله ، باختيار \" وكالة الشيطان \"وحددت مجلس المتدين ، لأن ما يحدث بحضرته ، يجب أن يتوقف ، كما توقف في مجلس نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولا أعني وكالة المتدين للشيطان ، ولكن الوكالة بحضرته وشهادته ، جريمة ، أما إعانته لغيره من المتوكلين فحرب عامة. شاكر بن صالح السليم [email protected]