لازال إعلامنا العربي بمختلف وسائله ( للأسف ) يعيش سباتاً عميقاً تجاه استغلال الأحداث التي تعبر عن قضاياه ليظل هذا الإعلام بارداً وفاتراً كقالب الثلج لايقض مضجعه هول مايحصل للأمة من انتكاسات واضطهاد في كل بقعة من هذا العالم الواسع.. فخلال الفترة الماضية وقع على الساحة العالمية حدث جلل طُعنت به خاصرة هذه الأمة أيما طعنة تمثلت بمقتل المصرية المحجبة مروة الشربيني على يد متطرف ألماني من أصل روسي داخل إحدى المحاكم في مدينة \"دريسدن\"، و كما أشارت الأخبار أن السيدة مروة كانت حاملاً في شهرها الثالث، وقد تلقت 18 طعنة غادرة وقاتلة، من قبل هذا المتطرف داخل قاعة محكمة \"لاندس كريتش\" في دريسدن، كما أُصيب زوجها علوي علي عكاز بعدة طعنات من الجاني وعيار ناري، أثناء محاولته إنقاذ زوجته على يد شرطي في ذات المحكمة. وهذا الحدث الذي لم يكن مجرد حالة قتل فقط أكتسب أهميته كونه حدث من منطلق نزعة غائرة من الحقد والكره من قبل متشدد ومتطرف تجاه الإسلام وكل مايمت للإسلام بصلة من التزام بالحجاب وغيره . وهذا الحدث مر على إعلامنا العربي مرور الكرام دون استغلال لهذه الحادثة التي لو تم استغلالها لأغنتنا عن مؤنة الكثير من النداءات التي يسعى العرب دوماً لإبرازها من أجل الدفع بقضاياهم أمام العالم . وللحق فإن استغلال وتفعيل كل حيثيات هذه الحادثة أخذا خانة الصفر في قائمة التجاهل واللامبالاة مما جعلنا نُدندن على وتر البيت الشعري ( ومن يهن يسهل عليه الهوان مالجرح بميت من إيلام )!!! ويأخذنا التفكير بتخيلات عديدة لهذه الحادثة لو كان تعرض لها إي بشر أخر من غير العرب والمسلمين أو حتى ( كلب ) من كلاب المانيا الضالة في الشوارع فماذا سيكون وقع ذلك؟ .. حتماً ستكون الصدمة التي ستهز العالم أجمع ووقعها لن يكون هيناً على هذا العالم!! وأيضاً ماذا لوتعرضت لقضية القتل البشعة هذه أمرأة ( إسرائيلية ) لاشك أن بني إسرائيل سيعملون على إقامة العالم وتأليب الشعوب ضد ذلك وسيجتر الإسرائيليون - ك عادتهم في كل حادثة - مناحاتهم في قضية معاداة السامية إلى قضية المحرقة المزعومة ( الهولوكوست ) وسيظلون ردحاً طويلاً من الزمن وهم يقتاتون على هذه الحادثة ويعززون مواقفهم جراءها وستكون أنظار العالم متسمرة تجاههم طويلاً مع أن أنظار العالم مشرئبة نحوهم على الدوام ولكن الأنظار هذه المرة حتماً ستزداد العيون فيها جحوضاًِِ وأتساعا!! وهنا للأسف تتجسد المفارقات فاللوبي الإسرائيلي بإعلامه ووسائله المتعددة ورغم تعاطف العالم الغربي مع إسرائيل في كل شاردة وواردة ألا أنهم دائماً لايفوتون الفرص ويسعون لاستغلال الأحداث والمواقف لكن إعلامنا نحن العرب هو إعلام تم توظيفه للفت في عضد هذه الأمة وإغراقها في سبات الانحراف ومظاهر المجون والخلاعة وهذه والله من النكسات العظيمة التي تبلدت فيها مشاعر الأمة التي أصبحت ترعى وترتع كالبهائم وتعيش بشهواتها التي لاتحتكم لمنطق العقل وبالتالي لاتدرك مايحاك ضدها حتى وسكين الجزار تُشحذ نصلها أمام أنظارها لكنها متسمرة بحزمة البرسيم. محمد سند الفهيدي / بريدة [email protected]