دائما ما يصطدم المعاق ذو الإمكانيات البسيطة بهجوم قوي من أفراد المجتمع حين يجدونه شخصًا محبطًا لا يستطيع أن يحرك ساكنًا. يبدؤوا بضرب الأمثلة له وفتح باب المقارنات بينه وبين معاقين آخرين مستدلين لما حققوه من انجازات وما لديهم من طموحات كبيره. معتقدين بذلك أنها طريقه تحفزيه له وهي فالحقيقة ليست إلا تدمير لذاته حيث أن المقارنة أو المفاضلة بين شخصين ظالمه؛ لأنه من المؤكد توجد هناك فروقات كثيرة وكبيره لا يعلمها إلا المعاق نفسه ولعل أهمها (البيئة الأسرية) لأنها هي الأساس إما أن تكون "محفزه ومشجعه" وإما أن تكون "مُحطمه وغير مبالية" لاحظ أن البيئة الايجابية غالبًا تكون هي الداعم الرئيسي للمعاق حيث أنها تساعده على إيجاد الحلول كي يفرض نفسه على المجتمع بعكس البيئة السلبية التي تكون غير مبالية وتعتقد انه لا فائدة من بذل الجهد ولهذا السبب يظل أبنها المعاق حبيس المنزل, وحتى لو أراد إظهار نفسه بنفسه يصطدم أيضًا بالمعوقات الخارجية من مباني وشوارع غير مهيئه مما يجعله بموقف لا يلام عليه. لذلك ليس من العدل أبدًا المقارنة بين المعاقين مهما كانت الأسباب لأنه قد يملك الموهبة والذكاء لكن لا يملك الوسيلة الموصلة فمن الأفضل أن لا يقارن بغيره لأنه سيحس بالعجز وستكون المقارنة عبءً ثقيلاً عليه ولن تكون محفزة له. لذلك من أراد تشجيع المعاق أو مساعدته يجب عليه أن يبتعد عن المقارنة وكثرة الملامة وان ينظر لحال المعاقين نظره واقعيه ليرى مدى الإجحاف والتهميش بحق المعاقين على جميع الأصعده لأنه متى ما رأى وضع المعاقين بكل وضوح؛ سيعلم أن مقارنته كانت ظالمه.! كتبه/ بدران الدوسري