كان هذا المقال مخزوناً في جعبتي وترددت في إخراجه,وذلك لمصادمته لفئة ليست بالبسيطة في المجتمع(فئة المعلمين),غير أني تشجعت في إخراجه بعد رؤيتي للواقع المرير والذي اختتم بموقف الأخ الفاضل عبدالله آل يعن الله في مقاله(هزلت أيها المعلم!)..أترككم مع المقال.. منذ كذا وكذا لم نعد نسمع من مجتمع المعلمين ومن في شأنه الاهتمام بهم إلا الحديث عن ضياع حقوق المعلم ونزول هيبته ,وإلقاء اللوم بعد ذلك على الوزارة وقراراتها . لنكن محايدين .. المعلم في السابق! المعلم في السابق يمتلك الهيبة المؤمل فيها! المعلم في السابق ذو مكانة في المجتمع! المعلم في السابق (ذو إخلاص وبذل منقطع النظير)! المعلم في السابق كان في مبنى قديم,وقد لايوجد فيه مانراه من وسائل التعليم الحديثة شيء! المعلم في السابق قد لا يجد مايقله للمدرسة(مع وعورة الطريق)!بل وقد يسكن بالمدرسة! المعلم في السابق قضيته هو التعليم,مع ما يعتريه من أخطاء (عابرة) في بعض الطرق والوسائل! نعم لا ننكر المزايا التي وهبت له من دخل وهبة عقارية ومبلغ ال(50000)ريال, ولكن أحبتي حتى لا نلقي اللوم على الوزارة وقراراتها..ونلقيها على الطلاب..ونلقيها على أولياء أمورهم.. دعونا نقول أن المعلم شارك في إسقاط هيبته!(ويستاهل) عندما نرى المعلم الحديث يلهث خلف الموضات وقصات الشعر والثوب المخصر! عندما نرى المعلم الحديث جل اهتمامه إن لم يكن كله بالأناقة ونظافة المركب و(التنعيم)ولون الساعة والجزمة-أكرمكم الله-! عندا نرى المعلم الحديث ضعيف وهزيل البنبة العلمية ,وفاقد للطريقة التربوية,ضامئ للمهارة التدريسية دون أدنى جهد في إرواء شيء من ذلك! عندما نرى المعلم الحديث يضيع الحصة الدراسية في تقليب الجوال , والحديث عن سفاسف الأمور مع الطلاب(متواضعاً)أقصد متوا طئاً,ومن ثم يسيء لنفسه أولاً ثم لطلابه ثانياً بتردي تقويمه لهم! عندما نرى المعلم الحديث تكثر مشاداته الكلامية والخلافات مع زملائه,وأهله وطلابه دون مسوغ ..! عندا نرى المعلم الحديث يبحث عن أدنى فرصة للخروج من مدرسته ليهيم على وجهه في حطام الدنيا! عندما نرى المعلم الحديث أن آخر اهتماماته التعليم والبحث عن الجديد والمفيد في العملية التعليمية! عندما نرى المعلم الحديث سيء الاهتمام بقضايا الدين والأخلاق مع الطلاب(فاقد الشيء لا يعطيه)! عندما نرى المعلم الحديث لا يستطيع إيصال صوته إلى آخر الفصل الدراسي إلا بالعصا و(اللي)! عندما... وعندما... وعندما... نعم إنه المكان الذي رضيه معظم المعلمين لأنفسهم,ونقول أنه لا زال فئام منهم له مكانته وقدره في مجتمعه وبين طلابه وما ذاك إلا بإخلاصه,واعتزازه بمهنته ,والبحث عن الجديد والمفيد لأبنائه وتوظيفه لهم . أتمنى أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب غيرنا,والأهم قبل أن يحاسبنا ربنا. بقلم سعيد بن محمد آل ثابت كاتب سعودي