سبحان الله خير الخالقين , فقد خلق سبحانه وتعالى المرأة وهيأها فطرياً لتكون ذات مميزات يصعب على الرجل أن يتقن فن التعامل مع هذه الأدوار الصعبة , ومن المستحيل أن يقوم الرجل بمثل هذه الأعمال , فالمرأة بطبيعتها التي خلقها الله عليها من حيث المكونات التي تجعلها تحمل وتلد وتهتم بالزوج والأطفال وتقوم بأعمالها المنزلية من تنظيف وتلميع وطبخ .... وغير ذلك الكثير . وللأسف فلقد تغير كل ذلك في الوقت الحاضر عندما أصبحت ( ذات الصفات والأعمال السابقة ) إنسانة عاملة في الحياة تخرج صباحاً للعمل وتمارس أعمالاً جديدة في حياتها اليومية وتعود إلى المنزل بعد يوم شاق , من أجل ذلك فهي بكل تأكيد ستصبح غير قادرة على التوفيق بين العمل المنزلي والمهني , وحتماً ستطلب من يعينها في أمور المنزل , وسيكون طلبها استقدام خادمة من الخارج , وللأسف سيكون العمل المنزلي موكلاً لهذه الخادمة حتى أمور الطبخ والاهتمام ( التربوي الذاتي ) للأطفال . ويستمر الأمر فيصبح أمراً محتوماً على أغلب الأسر في مجتمعنا الذي يقف مع كل المتغيرات وقفة يشوبها الحذر ( الديني والاجتماعي ) قبل قبول ماهو جديد . وإن هذا الاتكال ( الغير ) مبرر , قد يحول الواقع الذي تعيشه الأسرة ( المخدومة ) إلى عالم يجر خلفه المشاكل , وربما تحول ذلك الوضع إلى مآسي تبكي من يسمعها , وهي ترسل موقفاً حزيناً لأسرة منكوبة ( خدمياً ) عبر التداول الاجتماعي في المجالس العامة والخاصة . إن هذا العالم ( عالم الخادمات ) يسوق لنا يومياً من القصص ما هو أشبه بالخيال , ولكنه بالفعل ( خيال واقعي ) فهناك أسرة فقدت خلال عام ونصف العام مولوداً لم يكمل عمره شهراً ونصف الشهر , ثم آخر , بسبب كره الخادمة للأطفال . وأخرى تنشر الغاز بداخل المنزل في غياب الأب والأُم , ثم تشعل شمعة بجوار غرفة الأطفال وتخرج للبقالة وتعود وقد قتلت النار هؤلاء( الأبرياء ) من أجل أن تبرئ نفسها من هذه الجريمة . وأخرى بوذية تُعلم طفلاً كيف يعبد النار في غياب الأسرة عن المنزل , حيث اكتشفت الأُم ذلك عندما أشعلت النار للطهي , فإذا بطفلها يقوم بحركات غريبة اعتقدت أولاً بأنه يريد التدفئة , لكنها عرفت بعد ذلك أن ما قام به طفلها هو من ( طقوس ) بوذية لعباد النار بعدما شاهدت برنامجاً إعلامياً عن البوذية وعبادة النار . إنني هنا لا أحب أن أنقل لكم مزيداً من المآسي , ولكنني أحببت التطرق إلى هذه المشكلة الخطيرة التي تسبب في وجودها خادمة منزلية تحولت إلى مربية للأطفال بمباركة الأُم لها , وهناك الكثير من القصص التي تطرح شبه يومياً عبر وسائل الإعلام , ولعل آخرها ما حدث للطفلة ( مها ) التي تعرضت للاختطاف من الخادمة التي توقعت أسرتها بأنها ستقوم برعايتها والاهتمام بها . ولا يعني هذا بأنني معارض لوجود الخادمات في بيوتنا , ولكنني أنصح بعدم الاتكال أو الاعتماد عليهن , لأن الأطفال أمانة في أعناقنا جميعاً , ويجب تربيتهم تربية صالحة , وليعلم الجميع بأن الله عز وجل سيحاسبنا عليهم يوم القيامة , فلنستقدم لهم ذات الدين والخلق , ولنعاملها بالمعروف , فلعلنا بعد ذلك نسلم من خطرها الذي لا يعلم به إلا الله. حسين بن شار الشهري أبها