أفقنا ذات صباح على خبر إعدام خادمة إندونيسية قامت بقتل مخدومتها بضرب رأسها بساطور!! وبعد التحقيق، واعتراف الخادمة تم تنفيذ حكم القصاص عليها.. وإثر ذلك قامت الحكومة الإندونيسية بإيقاف التعاملات الخاصة باستقدام الخادمات المنزليات إلى السعودية.. تلا ذلك لغط كبير حول مشاكلات الخدم والآثار المترتبة على وجودهم المستمر ضمن دائرة الأسرة.. فالبعض رأى ضرورة تفعيل مشاركة الأبناء والبنات في الأعمال المنزلية، وتقليص دور الخدم، والآخر رأى أن يتم الاستغناء التام عنهم، والعودة إلى رمي كافة الأعباء المنزلية على العنصر النسائي في البيت.. أمّا الرأي الآخر وهو المعارض تمامًا فيرى ضرورة عودة المياه إلى مجاريها مع الحكومة الإندونيسية بأسرع وقت، ليتنعم بالراحة مع الخادمة الإندونيسية التي لديها قدرات خارقة لتقوم بكافة أعمال المنزل، بالإضافة إلى الطبخ والنفخ، ورعاية الأطفال، وكبار السن، وغيرها من الأعمال التي لا تخفى على القرّاء.. عودة إلى فكرة قطع العلاقات من قِبل الحكومة الإندونيسية مع السعودية، كان هناك تعجب من سرعة رد فعل الحكومة التي أنهت العلاقة الدولية بنهاية حياة إحدى رعاياها، في حين لم تنظر إلى تطبيق شرع الله بإقامة الحد على القاتل بأن يُقتل، وخصوصًا بعد أن اعترف بجرمه، ومثله أمام المحكمة، وهذا ما قامت به الخادمة الإندونيسية.. ولو أخذنا بعين الاعتبار تداعيات الجريمة، وبأن المخدومة كانت قاسية في التعامل مع خادمتها؛ ممّا أثارها وأفقدها صوابها، فلجأت إلى ارتكاب جريمة القتل العمد للتخلّص من حياة مخدومتها، وتنهى معاناتها!! يبقى السؤال المطروح: كيف لنا أن نحدد العلاقة ما بين الخادم والمخدوم؟ ومَن الظالم، ومَن المظلوم في هذه الحادثة الآثمة؟ وأنا أقرأ هذا الخبر المزعج الذي انتشر أسرع من انتشار النار في الهشيم، تذكرتُ قصص تعذيب الخدم للأطفال الرضع، وحقدهم لنا حين يقارنون بين حياتنا وحياتهم، وكيدهم في التحريش بين الإخوة والأهل، ولا أنسى أبدًا الكم الهائل من أعمال السحر الذي يجلبونه معهم من بلادهم، وما يتسببون به من مشكلات نفسية وصحية واجتماعية على المخدومين.. وأنا هنا لا أبرّئ ساحة بعض المخدومين من العنف والطغيان على خدمهم، وتكليفهم ما لا يطيقون، ومواصلة الليل بالنهار في مزاولة أعمال يمكن تأجيلها، أو مساعدتهم فيها.. ولو رجعنا إلى سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أنس بن مالك -رضي الله عنه- لما عانينا من ظلمهم لنا، ولا من ظلمنا لهم.. [email protected]