عندما سئل معالي وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله عن المئة يومٍ التي سبق وحددها لمن يسأله عن وزارة التربية والتعليم.قال\" يبد أني نسيت صفراً\" مما يعني أن المدة أصبحت ألف يومٍ ! كثر الحديث حول هذا الصفر ! ولولا ( مكانة ) معالي الوزير لقامت الدنيا ولم تقعد بسبب هذا الصفر ! وأصبح كلُ من هب ودب يهرف بما لا يعرف في لغة الأرقام ! ويعتقد بأن الصفر لاقيمة له ! ولكن صفر الوزير على اليمين ماهو على الشمال ! يعني عليه القيمة ! وأنا هنا أجدٌ لزاماً عليه ومن واجبي التربوي والوطني أن أوضّح بعض الأمور لمن نظر لتصريح معالي الوزير بعينٍ واحدة ! ، وأقول ياجماعة الخير وزارة بحجم وزارة التربية والتعليم لايكاد يخلو بيت من بيوت المملكة من منسوبيها طلاباً كانوا أو طالبات معلمين أو معلمات ، موظفين أو موظفات. ولكلٍ منهم طموحات ، وآمال يعني آمال المجتمع تعلق على وزارة التربية والتعليم ! عبءُ ثقيل ! إذن الأمر يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين وإلى أكثر من صفر ! ولكن معالي الوزير اختصر المدة بزيادة الصفر إليّ موعاجبكم ! رغم أنه الوزير الوحيد الذي حدد لكم مدة وسمح لكم بسؤاله ! وللعلم من أراد أن يستثمر في أي مشروع تجاري إنشاء شركة مثلاً فهو يحتاج من خمس إلى عشر سنوات إن لم تكن أكثر ! لكي يحكم على مدى نجاح مشروعه من حيث العوائد والجدوى الاقتصادية ! فما بالكم بمن يريد أن يستثمر في البشر ! آلا يحتاج إلى ضعف تلك المدة ؟ بعضهم يقول بأن فترة الألف يوم التي حددها الوزير تشّكل ثلاثة أرباع الفترة الوزارية لمعالي الوزير على أساس فترة وزارية واحدة مدتها أربع سنوات ، وأنا أقول معالي الوزير باقٍ لثلاث فترات إن شاء الله تعالى . مما يعني أن فترة الألف يوم التي حددها معاليه تُعد إنجازاً يُحسب له ! ( لو تعقلون ) أيها الأحباب – مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة – والرجل لم يمضي في الوزارة أربعة أشهر بعد ! ( فكونوا منصفين ) فيفترض أن نتحلى بالصبر، وندعم مسيرته ، وندعو له بالتوفيق ، وندعه يعمل في صمت لأن الأفعال هي من يتحدث ! وإلا فإن معاليه ليس بعاجزٍ من أن يشنف أسماعنا في كل يومٍ بتصّريح رنان ، ويصّدر في كل يومٍ تعميمٍ للميدان ! معاليه يؤطر إلى عصر المعرفة ، وإلى تجويد التعليم ، وإلى التطوير ، وإلى العديد من المشروعات الطموحة . ويطالب بالصبر والتفاعل والمشاركة من الميدان والمهتمين بالشأن التربوي .ولكن مشكلتنا تكمن أيها الأحباب في أن كل شخص منا ينظر لوضعه فقط ! فهذا يبحث عن مستوى ، وأخر عن فروقات مالية ، وثالث عن نقل ... الخ . بمعنى أن كل واحدٍ منا ينظر إلى الدائرة التي يتواجد فيها فقط ! ولكن نظرة معالي الوزير تختلف ! حيث ينظر إلى الدائرة الكبيرة التي تحوي جميع الدوائر ! بنظرة شمولية بحكم مسؤولياته وحسب الأوليات التي تراها الوزارة وتسعى لتحقيقها تباعاً ! أنا معكم معاشر المعلمين بأن المستويات المستحقة ، والفر وقات المالية ، والنقل، والأنصبة ،والتأمين الصحي ... الخ هي من الأمور المهمة وحق مكتسب يجب على الوزارة أن تحققه لمنسوبيها.ولم تنكر الوزارة تلك الحقوق بل تسعى لتحقيقها ولكن الأطر العامة والخطوط العريضة لمشروعات وبرامج الوزارة هي الأسس التي تريد الوزارة تحقيقها أولاً . معاشر المعلمين أنتم موضع ثقة معالي وزير التربية والتعليم وهو مطّلع على جهودكم ويسعى جاهداً لتحقيق تطلعاتكم ، ورغباتكم ، ولكن بصمت ! لايريد أن يتحدث بل يريد أن يثبت ذلك على أرض الواقع ! ويأمل أن تكون النوايا حسنة وابشروا بالخير . ولعلم الجميع معالي الوزير لم يعمم على جميع المعلمين كما يعتقدون عندما قال \" المعلمين ماديون ، وشاطرون في الانتقاد عن طريق النت فقط ، ويحتاجون إلى تثقيف \" كما ذكرت ذلك صحيفة الوطن السعودية يوم أمسٍ الأول ، وتناقلته منتديات الإنترنت كمادة دسمة !. وهنا يجب عليكم أن تملكوا الشجاعة وتعترفوا بأن ثمة فئة من المعلمين تنطبق عليهم تلك الصفات ! وظهر ذلك فعلاً من خلال لقاء الوزير ببعضهم ! كما ذكر التقرير أو من مانطّلع عليه من كتابات تنسب إلى بعض المعلمين فيها إساءة أو تجريح أو محاولة للنيل من أحد مسئولي الوزارة بأسلوب أقل مايقال عنه بأنه أسلوب غير تربوي وغير مسؤول وعيب أن يصدر من مربي فاضل وقدوة حسنة لطلابه ! ولعلي أقول بأن المادية هي نتاج ثقافة مجتمعية ومن بينهم المعلمين للأسف الشديد ! فليس من الحكمة أن يتقاعس المعلمين عن الوفاء بمتطلبات أعمالهم ويبررون أن تهاونهم بسبب عدم إعطائهم حقوقهم ! وهذا لعمري إنه الخطأ الذي لا يغتفر مهما برّروا ذلك فهو أمرٌ مرفوض وبلا جدال ! لأنهم يُسيئون إلى أنفسهم وزملائهم ومهنتهم بدون أن يشعرون . هل يريد المعلمون من وزارة التربية والتعليم أن تطبيق معهم سياسية شركتي الاتصالات والكهرباء ؟! والتي تنص على\" سدد أولاً أو نفصل الخدمة عنك ! ثم تقدم بشكواك وينظر في أمرك إن لك حق تأخذه\" ! بمعنى يجب على المعلم أولاً أن يفي بمتطلبات المهنة ثم يطالب بما يستحق ! بدلاً من المساومة مع الوزارة ، والتهديد ، والتجمهر أمام مبنى الوزارة ، وتأليب المجتمع ! تصرفات لا تليق بكم أيها الزملاء فأنتم أكبر من ذلك ، فلا تسمحوا لمن يريد أن يشوه صورتكم عند وزارة التربية والتعليم والمجتمع ! أنا أقول هذا الكلام وأنا أعلم بأن السواد الأعظم منكم من يصرف من جيبه لشراء وسيلة تعليمية لطلابه ! وأعلم بأن الكثير منكم يبذل كل مافي وسعه من أجل بناء جيل واعٍ يخدم أمته ووطنه ، دون أن ينتظر شكراً إلا من الله عزوجل ، والكثير منكم يتطوع لخدمة التربية والتعليم في مجالاتٍ عدة احتساباً للأجر ! والكثير منك لم يأخذ حقه ! وهذا مايجب أن يصل لمعالي الوزير ، وأنا أقر بأن مطالبكم مشروعة ولكن يجب أن تتم المطالبة بها بأسلوب أدبي راقٍ ، يدل على سمو أخلاقكم وكريم سجاياكم ، دون أن تستتروا خلف أسماءً مستعارة ومن غرفٍ مظلمة ! هناك لجنة للمعلمين والمعلمات تطالب بحقوقكم وتكفيكم مؤنة التخفي و الغلط ! فلا تنقادوا أيها الزملاء خلف من يردد شعارات قد تضركم أكثر مما تنفعكم ! وأخيراً يجب أن نثّمن جهود معالي وزير التربية والتعليم حفظه الله وأصحاب المعالي النواب الفضلاء ، على مايبذلون من جهود في سبيل خدمة التربية والتعليم ، ونقدر بأنه بشر يصيبون ويخطئون ، ولهم علينا أن نثق بهم ،وأن نتحلى بمزيدٍ من الصبر ، ونقول لهم سمعاً وطاعة فيما يرضي ربنا عز وجل ، ولنا عليهم أن يسمعوا لنا مع حفظ المقامات . نواف بن سفر بن مفلح العتيبي ماجستير إدارة تربوية وتخطيط – الطائف