في إحدى الشركات تم فصل الكثير من الموظفين الذين يعملون بها وذلك بسبب وجود مدير تم تعيينه مؤخرا وكان وحشا متشائما عابسا لا يثق بأحد كثير الشكوك بالموظفين ومن حوله من المراجعين وكان من بين هؤلاء المفصولين شخصان ( متفائل – ومتشائم ) أما الأخ متشائم فشعر بالإحباط الشديد لما فصل من عمله ولم يتحمل مشقة البحث عن وظيفة أخرى ولم يطق رؤية الناس بل أهمل نفسه وزوجه وانقلب عدوا على أولاده وعلى الناس وطالما قال لنفسه: إن كل المدراء أعداء لي وكلهم شرسون إنني لست محظوظا دائما أصفع على وجهي !! وأخيراً قرر شرب المسكر هروبا من هذه المشكلة، ولكن لا جدوى فقد لعب تفكيره السلبي ونظرته المتشائمة للحياة دورا هاما في تدمير نفسه حتى وصل إلى قمة الانهيار فطلق زوجته لأنه اعتقد أنه لن يجد وظيفة وأنه تعيس الحظ وأن أولاده سيموتون جوعا وهكذا عاش مشرداً حزيناً كئيباً !!. أما الأخ متفائل فكان على العكس من ذلك لما فصل من العمل ظل متفائلاً ولم يستسلم، وقال لنفسه لعل المدير حاد المزاج هذا اليوم ! إن النجاح أن أبذل ما في وسعي لا زلت أملك القدرة على العمل في أي مجال ! لا ضير فاتجه ليلعب مع أصحابه كرة القدم ثم سافر للنزهة، وبدأ يضحك مع أصحابه ويسمعهم الطرف والأحاجي الجميلة لقد كان في صحة جيدة ولما عاد من النزهة واصل البحث عن وظيفة وبعد بحث طويل أخيرا وجد وظيفة أقل مرتبا من وظيفته الأولى ولكنه فرح لما باشر عمله الجديد بإطلالة جديدة وهكذا عاش مسرورا . هناك صنف من الناس يلقون بمشكلاتهم في سلة المهملات ولا يعيرون لها بالا بينما هناك من يزرف الدمع على ضياع أي شيئ فعندما تتقطع به أحد خيوط الأمل يعود وينكب على نفسه وينسى أن الإنجاز لا يصنعه التذمر. إن سبب نشوء اليأس عندنا أننا لم نتعلم في حياتنا الصغيرة فن المواجهة إننا بالأصح خدرنا أنفسنا ومشاعرنا بصندوق صغير وأحكمنا إغلاقه وتوقعنا ألا يحدث لنا شيئ في مستقبل حياتنا من المعاناة . إن كثير من أمراض الإكتئاب والقلق والحزن ليس بسبب ما نواجهه من كوارث الحياة ومشكلات الطبيعة الحتمية علينا وإنما بسبب نظرتنا السلبية للحياة وتفكيرنا السلبي تجاه مانفعله حين وقوع المشكلة أو الكارثة إن التفكير بالمشكلة والمصيبة هو بحد ذاته أخطر من المشكلة ذاتها لأن استمرار التفكير السلبي يولد الإنفجار بسبب ضغوط التفكير لاضغوط المشكلة ذاتها ولذا فإن معاودة صناعة التفكير الإيجابي كفيل للإستشفاء من داء الإكتئاب وكذلك نسيان المصيبة والصبر على مرارة آلامها في البدايات يزرع أنفاسا تفاؤلية عجيبة فإن الصبر حقيقة عند الصدمة الأولى وهو سر التحدي فتأمل !!.