(ضحايا الطلاق مسؤولية من ؟ فتاة بيشه أنموذجاً !) تصلني بين الفينة والأخرى رسائل تتحدث عن ضحايا الطلاق من الأبناء والبنات ، كما أنني أعايش بالقرب مني حالات كثيرة قد أحاول المشاركة في إبداء الرأي فيها ، لكنها برزت على السطح منذ فترة قصيرة ظاهرة جديدة وأصبحت حديث المجالس ووسائل الأعلام المختلفة بل وأطلق عليها المجتمع أسماً جديداً هو ((العنف الأسري )) وكان منها الطفلة غصون وغيرها , لكن في الحقيقة هي عبارة عن ضحايا للطلاق الذي زاد هذه الأيام ، وكان آخر تلك الضحايا هي فتاة بيشه التي انفصل والدها عن والدتها فعاشت عند والدتها لكنها لم تستمر وانتقلت إلى جدتها لوالدتها ، فعمد والدها إلى أن يأخذها مرة أخرى فتقدمت إلى قسم الشرطة ، وفي القسم رآها عمها والذي يعمل عسكرياً في نفس القسم فعمد إلى ضربها والاعتداء عليها داخل القسم على مرأى ومسمع من الموظفين والمراجعين ، فدخلت المستشفى وأدت امتحانات الثانوية العامة داخل المستشفى , ثم نقلت بعد شفائها إلى دار الفتيات , وهي الآن تعاني ظروفاً نفسية صعبة , خصوصاً وأن جدها يصر على أن تعيش لدى والدها أو أحد أعمامها الذين من بينهم من اعتدى عليها وذلك من مبدأ أنه من العيب أن تعيش بعيدا عنهم بصرف النظر عن أهليتهم لرعايتها ، وهي من جانبها تصر على أن لا تعيش إلا عند جدتها وإن لم تتمكن من تحقيق رغبتها فهي تتمنى أن تعيش في دار الرعاية مدى الحياة دون أن تأخذ لهذه الدنيا أدنى حساب , خصوصاً وأنها لم تتجاوز العشرين من العمر , فلم تشفع لها سنها المبكره أن تتنقل بين أقسام الشرطة والمستشفيات ودور رعاية الفتيات وكأنها مختلة في عقلها !! ولا سبب في ذلك بل لا تشكو من أي شي سوى خلاف بين والديها . إنني أطرح فتاة بيشة كأ نموذج فقط لما نقرأ عنه يومياً لأؤكد أن هذه قضية لها أبعاد وضاربة الجذور وتحتاج لمن يعنيهم الأمر وخصوصاً لجان حقوق الإنسان وذلك بأن يتم التدخل بقوة قبل أن يستفحل ذلك , ونحن نراه ولا نحرك ساكناً لسبب واحد هو خصوصية مجتمعنا الذي لا يمسه أحد , مما كان سببا في أن يخلّف ضحايا لا أول لهم ولا آخر. إنني بصراحة أثق ثقة تامة في قضاتنا الأفاضل , خصوصا وأن الكل يعلم أن ديننا الإسلامي كفل حقوق الأولاد والبنات بعد أن ينفصل والديهم , حيث أن الولد والبنت يكونان برعاية والدتهما حتى يبلغا سن السابعة ثم يخير الابن بمن يريد أن يلحق به , أما البنت فهي تذهب إلى والدها ولا تخرج من بيته الا لزوجها , إلا إذا ثبت أنه ليس أهلاً لرعايتها , ومن هنا فإن الدين الإسلامي واضح جداً في حكمه لكن يبقى موضوع مهم جدا وهو من يحدد الأهلية والصلاحية ؟؟ وهذا هو مربط الفرس ، مما يجعل البنت أو الولد بقدر ما يحزن أحدهما على افتراق والديه يزيد هماً بالحياة التي سوف يعيشها !! كما أن المرأة بالإضافة إلى نظرة المجتمع لها كمطلقة وهذا عذاب بحد ذاته وكأنها ارتكبت جرماً شنيعاً فإن موضوع أولادها ورعايتهم يقضي على ما تبقى من صحتها وحياتها خصوصاً وأن المجتمع معظمه ذكوري ولا يثق إلا بالرجل ومن هنا أصبح الحكم على أهليته برعاية أولاده صعب جدا , فتجده ربما يدفع بمن يزكيه أمام القضاء وهو لا يستحق , ولا يلام القاضي لأن ليس له إلا الظاهر , ومن هنا تجد زوجته المطلقة تصيح بأعلى صوتها ولا من مجيب , لأن الحكم صدر في الوقت الذي تعرف فيه هي عن شريك حياتها السابق ما لم يعرفه الآخرون , ثم إن نظرة المجتمع للمرأة وعدم الثقة فيها غالباً تزيد الهوة اتساعاً فتظهر هذه المشكلات اليومية ، كما إن المرأة في هذه الحالة تجدها تتنازل عن أهم حقوقها بل تدفع ما تملك ولو حياتها من أجل أن لا ينقطع عنها أولادها في الوقت الذي تجد معظم الأزواج الذين نزعت الرحمة من قلوبهم يجعلون الأولاد فرصة للانتقام من مطلقاتهم ،. فهل نرى حلاً عاجلاً يشارك فيه كافة أطياف المجتمع ؟؟ أسعد الله أوقاتكم عبد الرحمن بن محمد الفرّاج [email protected]