بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين 000 أما بعد : عظيم أن يدافع الانسان عن الحق فهذا واجب عليه كمسلم يرجو ما عند الله من الأجر ، وعظيم أن يدافع عن عقيدته يدافع عن أصوله وثوابته وعن أمته ، وأعني بذلك الكتابة في الصحافة فالكاتب الذي يكتب بشجاعة عن التجاوزات وعن الأخطاء في مدينته وعن بعض الدوائر الحكومية وما فيها من أخطاء بلا شك أنه نقد هادف يرجو بذلك تجاوز هذه الأخطاء فكل انسان خطاء ، ولكن ينبغي أن ندرك حجم هذه المسؤولية أي مسؤولية الكلمة فالكلمة ( أمانة ) والهدف منها الاصلاح وتعديل المسار المعوج ، فإذن لهذه الكلمة ضوابط فليست مفتوحة على مصراعيها بمعنى أن الكتابة في الصحف لها أسس تحكمها ومتعارف عليها لدى جميع من ينقل الخبر وهي : أولا : المصداقية في النقل فليس كل ما يقال ينقل سمعت فلانا من الناس قال حدث كذا وكذا في البلد الفلاني ، هذا مما لاينبغي كتابته إلا بعد التثبت . ثانيا : عدم اللمز بالأشخاص وتعيينهم والتشهير بهم للنيل منهم . ثالثا : عدم السخرية من الأشخاص لأن الهدف من نقل الخبر والنقد هو تعديل الخطأ وليس النيل من الأشخاص وخصوصا ً من كانت لهم مسؤولية أو إدارة ، فأي شخص لا يرضى بأن يلمز ويتهكم ويضحك عليه ويتهم بما ليس فيه فحري بأن يبتعد عن هذا ، وربنا جل وعلا قد حذر من ذلك فقال جل وعلا ( يا أيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ) ، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايحقره ) . الحقيقة أن الصحافة أمانة الكلمة وشجاعة القلم ونبض الكاتب الصادق الذي يكتب لأجل دينه ولأجل وطنه ولأجل شعبه ، لايكتب لأجل اسمه ولا لأجل قبيلته ولا لأجل مكانته ، وانني لأعجب من الذين يكتبون بدون مراعاة لحقوق الناس ودون مراعاة لضوابط الشرع ، ليست الحرية عندنا كما يفهما البعض على إطلاقها بل هي حرية بضوابط ، الأمير نايف بن عبد العزيز وفقه الله لكل خير عندما حث على حرية التعبير والرأي فهمه بعضهم خطأ وهي كتابة مالذ وطاب من الأخبار والمصائب والحوادث وووو ، فهذا فهم سقيم للأسف لدى بعض الناس لم يفهموا قصد سموه النبيل من نقل الخبر بميزان عظيم وهو ميزان الشرع الحكيم ، فعلينا أن نكتب بأمانة ومصداقية متجردين للحق دون المساس بشخصيات الناس والقدح بهم والتشهير بهم على رؤوس الأشهاد فالمقصود نصيحة وحتى لا تصير فضيحة وتخرج عن معناها السامي الجميل . ( وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) الاسراء والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . فواز لوفان الظفيري حفر الباطن