( همسة في أذن مدير عام المرور الجديد !! ) في الحقيقة وليس من باب الثناء على النفس -لأنه أسلوب غير جيد و من اجل أن تدع الآخرين يتحدثون عنك بما تستحق - أو د أن أعطي معلومة مهمة لمن يقراً هذه الأسطر المتواضعة ، وهي أني منذ أن بدأت أدرك وأنا من أكثر المزعجين بالاتصال على طوارئ الدوريات الأمنية وطوارئ المرور للإبلاغ عن المخالفات التي أجدها أمامي وأنا أسير في الطريق وخصوصا المخالفات المرورية لقطع الإشارة (وهي أخطرها ) إذا كانت عمداً , أو عدم وجود إنارة في الجزء الخلفي من السيارة , أو عدم وجود لوحة , أو موقف خاطئ , والغريب أنه من فرط حماسي تقدمت بطلب إلى الجهات العليا بالسماح بمنحي بطاقة (متعاون ) مع رجال المرور أو رجال الأمن لكي أؤدي رسالتي على الوجه الأكمل , لكنني أبلغت أن هذا تحت الدراسة مع بعض التحفظات لكي لايستغله بعض ضعاف النفوس استغلالاً سيئاً , فقبلت هذا العذر، لكني مستمر في الإبلاغ عن أي مخالفة، بل إني أجريت مع مدير مرور منطقة القصيم قبل حوالي ربع قرن وهو العقيد غازي بن عبدا لله الهندي لقاءًا صحفياً تحدث فيه عن كل شيء ، أما الشيء الذي قد لايعلم عنه الجميع أنه طوال فترة قيادتي للسيارة لأكثر من ثلاثين عاماً لم أرتكب مخالفة تستحق أن أنال عليها قسيمة ومن حقي أن افخر بذلك ، ولكن الذي يقلقني كثيرا وهذا ديدن من يدخل عالم الصحافة هو تلك المخالفات التي تقع أمامي ولا استطيع أن افعل خلالها شيئاً أبداً فأكون كمن يرى أمامه صيداً وفيراً لكن سلاحه خال من الذخيرة ، ويكون جميع أصحاب السيارات والراجلين أمام المخالفة التي تحصل كمن أيديهم مكتوفة , حتى يرى المخالف من بعيد السيارة الرسمية فيفر من الموقع هارباً وكأن الجميع لايعنون له شيئاً . أقول بعد كل ذلك نلت مخالفة مرورية لأول مرة في حياتي وبعد ثلاثين سنةً من قيادة السيارة ، وكان سببها (التحدث بالجوال أثناء القيادة ) وكنت قادماً من عملي في الجامعة إلى المنزل بعد العصر، وبما أني أتأخر دائماً في العمل فأكون مرهقاً جداً وليس لدي وقت للجدالات وفتح الملفات استلمت المخالفة واستلمت من رجل المرور أيضاً أوراقي الرسمية، لكنني براءة للذمة سألت سؤالاً واحداً لرجل المرور قبل أن أغادر مكاني فقلت له وزملاؤه يستمعون إلى حوارنا: هل إذا كنت تقود السيارة تتحدث بالجوال؟ قال نعم ولكن عبر السماعة !! قلت له هل لم يبق من المخالفات المرورية سوى التحدث بالجوال ؟ قال لا!! فشكرته وغادرت المكان ، لكني قبل أن أصل إلى منزلي وجدت دورية مرور عند الإشارة الضوئية وقائدها باللباس الرسمي والسيارة الرسمية يتصل عبر الهاتف الجوال وبكل هدوء نظرت إليه وكلي أسى على الاستخفاف بالأنظمة وكذلك ارتكابها ممن يعنيهم الأمر وتطبيقها على المواطن المسكين فقلت بيني وبين نفسي ( لا تنه عن خلق وتأتي مثله , عار عليك إذا فعلت عظيم ) . ومن هنا فإني بعد التهنئة الخالصة لسعادة مدير عام المرور الجديد الصديق العميد / سليمان بن عبدالرحمن العجلان أوجه اليه كلمات لطيفة خصوصا وأنه عرف عنه التجاوب الدائم وسعة البال , وأقول : إنني أعلم أن التحدث بالهاتف الجوال أثناء القيادة خطر محدق حيث أنه يشغل البال فنتحرك بالسيارة وربما تكون الإشارة حمراء والسبب أن قلبك مع المكالمة وجسمك في السيارة , وكذلك يشغل إحدى يديك والقيادة أولى بها، ومن فعل ذلك يستحق مخالفة وأولهم أنا , لكن الذي يقلقني كثيراً هو أن معظم رجال المرور يرتكبون مخالفات مرورية ولا يستطيع احد أن يفعل لهم شيئاً لأنه بمجرد ما تتحدث معه حول ذلك يطلب منك التوقف ثم يفتح عليك باب جهنم من خلال أسئلة لا أول لها ولا آخر !! حيث سيقول : لماذا لم تربط حزام الأمان وابرز لي الرخصة والاستمارة ولماذا سيارتك فيها خدوش ولماذا مقاس الإطار يختلف احدهما عن الآخر وهكذا من خلال اسطوانة مشروخة لا أول لها ولا آخر !! ثم هب أنك كنت طويل نفس وأجبت رجل المرور عن كل الأسئلة بالإيجابية , ولم يجد عليك مدخلاً، وواصلت التبليغ عن مخالفته هو فسوف تدخل في مواعيد واستدعاءات وتحقيقات وربما لنقل تدخل من زملاء له، تتمنى انك لم تقم بالتبليغ عنه ، كما أنني ياسعادة العميد أؤكد ومن خلال الوقائع أن رجال المرور يهملون مخالفات عظيمة وكارثية ويقفون عند مخالفات ثانوية قد لا يكون لها قيمة إطلاقا , والدليل على ذلك من واقع تجربة مريرة وتشهد بذلك غرفة العمليات في إدارة مرور منطقة القصيم -وقس على ذلك بقية المناطق – أن بلغت عن عدة سيارات لايوجد بها إضاءة خلفية وتسير ليلاً وكأنها جبل مظلم بل حصلت حوادث مميتة بسبب ذلك ، كما بلغت عن سيارات لايوجد فيها سوى مصباح واحد أمامي وكأنها دراجة نارية بل ربما يكون المصباح الغير مضيء هو الأيسر الذي يكون ناحيتك إذا قابلته وهذا خطير جداً , كما بلغت عن عدد من قاطعي الإشارات ويكونون غالباً من الأجانب فأحاول المتابعة مع غرفة العمليات بأن أقول لهم أنني أسير خلف من بلغت عنه فلعلكم تستعجلون بإرسال دورية قبل أن يختفي خصوصا وأني لم أستطع أن ألتقط رقم لوحته جيدا , فيرد علي ببرود (يا أخي مادخلك أنت بلغت توكل على الله وهذا أمر لايخصك ) فتعمدت مراراً أن اتبع المخالف واستمر خلفه دون أن أتصل فيصل إلى هدفه سواء منزل أو شركة دون أن أرى بوادر أو ملامح دورية متجهة إليه بالرغم من أن وقت متابعتي قد يستغرق حوالي الساعة ، بل وربما أن البلاغ انتهى بمجرد أن أغلقت السماعة , لأنه ربما لم يسجل الرقم الذي أعطيته له . فهل ياسعادة العميد نرى رجال المرور هم القدوة لنا في تجنب المخالفات ؟ وهل يكون هناك أولويات في تطبيق المخالفات وإعطاء المخالفات الخطيرة أولوية قصوى ؟ أتمنى ذلك . أسعد الله أوقاتكم . عبد الرحمن بن محمد الفرّاج [email protected]