لا شك بأن الأنظمة المرورية المعمول بها تلعب دوراً في غاية الأهمية لضبط وتنظيم سير المركبات داخل المدن وخارجها ولا شك بأن رجال المرور القائمين على تطبيق تلك الأنظمة يعدون مصادر تفعيل تلك الأنظمة وتحويلها من المكتوب إلى الممارس وهذا أمر لا يمكن إغفاله وتجاهله من كافة الأطراف والأطياف بل أن الأمر منا جميعاً يستوجب أن نقف عوناً وسنداً لتنفيذ تلك الأنظمة السائدة حتى ننعم جميعاً بالأمن والأمان لنحافظ على أرواحنا وممتلكاتنا. وحتى يتحقق ذلك الأمر بصورته الجلية الهادفة فإن على رجال المررو الذين يعدون الواجهة لتلك الأنظمة بل يعدون المرآة التي تعكس مدى نقاء أو ضبابية تلك الواجهة أن يكونوا القدوة الحسنة والصورة الناصعة لمدى الالتزام بتلك الأنظمة وهذا أمر أرى أنه في غاية الأ همية انطلاقاً من أهمية ومكانة قيمة القدوة في ديننا الإسلامي الذي يحث كل فرد منا أن يلتزم بها في عباداته ومعاملاته. ومن يتتبع بعض الممارسات التي يقوم بها بعض رجال المرور يشعر بالحسرة وخاصة فيما يتعلق بممارسة تلك الأنظمة التي يقدمون على تنفيذها أو يتعلق ببعض الممارسات السلوكية التي تحدث عندما يكونون في موقف التطبيق لتلك الأنظمة وهي أساليب تحدث كثيراً أو يشكو منها الكثير في مجالسهم ومنتدياتهم ولعلي هنا أجدها فرصة سانحة للاستشهاد بموقف حدث لي شخصياً مع أحد رجال المرور والذي أرى أنه يعكس صورة جلية لما نسمع عنه أو يتم تداوله بين الناس حيال بعض تلك الممارسات التي تحدث من قبل بعض رجال المرور الذين أرى أنهم يمثلون القلة منهم لكنهم الأكثر تأثيراً على تشويه الصورة الناصعة للشريحة الكبرى من رجال المرور الذين نعتز بمكانتهم ودورهم وسلوكهم. ففي صبيحة يوم السبت الفائت وتحديداً في تمام الساعة السابعة كنت متجهاً إلى مقر عملي وفوجئت بأحد رجال المرور يسير خلفي بدراجته النارية وينادي على أسماء ثلاث سيارات ومنها اسم سيارتي وقلت في نفسي قد يكون أخطأ المناداة فكيف به ينادي على ثلاث سيارات في آن واحد لكن أثناء مروره بجانبي عرفت أنه يقصدني كما قصد صاحبي السيارتين اللتين تسيران أمامي فتوقفت ثم توقف صاحب السيارة الأخرى أما السيارة الثالثة فقد اتخذت مساراً مختلفاً ثم أنه توقف وأخرج دفتر المخالفات ثم أشار إليّ بالنزول والحضور إليه فأشرت إليه أن يحضر هو إليّ كوني أعرف أن النظام لا يجيز ذلك فحضر إلي مقطّب الجبين مكفهر الوجه وطلب مني إحضار الهوية فقلت له ولماذا الهوية فقال لي أنا رجل أمن فقلت له وأنا أعم ذلك ثم تراجع وطلب رخصة القيادة واستمارة المركبة فقلت له هذا حقك لكن أ خبرني عن مخالفتي فقال استخدام الهاتف الجوال ثم أضاف وأراك الآن لا تربط الحزام فقلت، هذه مخالفة استحق عليها العقاب لكن اسمح لي أن أسجل عليك بعض المخالفات التي ستوجب عقابك أيضاً فقال لي وما هي فقلت: * إن المخالفة الأولى كنت تنادي على أكثر من سيارة في آن واحد وهذا يدعو إلى التشويش وعدم الاستجابة. * والمخالفة الثانية أنك كنت تنادي بأسماء السيارات وكان المطلوب أن تقول يا صاحب السيارة الفلانية احتراماً لقائد السيارة. * والمخالفة الثالثة أنك طلبت الهوية في موقف لا يستدعي ذلك وكان المطلوب أن تطلب رخصة القيادة ففيها كافة المعلومات. * والمخالفة الرابعة أنك طلبت مني النزول إليك وكان المطلوب أن تحضر أنت إليّ وإلى صاحب المركبة الأخرى وهذا أراه مخالفاً للتوجيهات المنصوص عليها في أنظمة المرور. * أما المخالفة الخامسة فهي أنك حضرت إلى مكفهر الوجه مقطب الجبين كان المطلوب أن تبدأ بالسلام ثم التوجيه ببعض النصائح الإرشادية بوجه بشوش يعكس الصورة التي يفترض أن يكون عليها رجل المرور. * أما المخالفة السادسة فأراك لم تدون اسمك على قسيمة المخالفة وقمت بكتابة اسم المخالفة مما يدل على عدم وجودها ضمن لستة المخالفات المدونة على قسيمة المخالفة. وعموماً سنبقى نحترم أنظمة المرور ونبقى نحترم رجال المرور لكن يبقى عليهم أيضاً أن يتقبلوا النقد والتوجيه فما حدث من هذا الرجل قد يحدث من غيره والله من وراء القصد.