انتشر في هذه الأيام إشاعة وجود الزئبق الأحمر في ماكينات الخياطة ، ولم تكن هذه الإشاعة الأولى من نوعها عن هذه المادة الغريبة ، ولكن الغريب هو ارتباط هذه المادة بوجودها في جسم صلب كمكائن الخياطة ، مما دفع الناس كعادتهم للسعي وراء هذه الشائعة وخسر الكثير منهم مبالغ كبيره مقابل شراء قطعة خردة من المكائن التي كانت سابقا نوعا من أنواع المخلفات ، بل تعدى الأمر إلى سرقة بعض محلات الخياطة ، ولم يكن الشعب السعودي هو وحده الذي تعرض لهذه الاشاعه فلقد كان وهم امتلاك هذه المادة السحرية يستخدمه النصابون والمشعوذون لإيهام زبائنهم للسيطرة علي أموالهم في جميع أنحاء العالم ولكن تعالوا نناقش بعقلانيه هذه المادة وعن وجودها : خلال دراستي الجامعية في قسم الكيمياء لم تمر هذه المادة علي إنما المعروف لدى المختصين في الكيمياء هو الزئبق النظير الطبيعي ولونه فضي وهو سائل في درجة الحرارة الطبيعية وينساب بسهوله ، له عدة نظائر وهناك عدة مشتقات ويدخل في عدة صناعات منها الترمومترات الحرارية والادويه والبويات والصناعات العسكرية وتتمتع بعض مركبات الزئبق بالسمية الكبيرة للإنسان والطبيعية ، وقد كشف عن هذه المركبات في اسماك البحر ولكن ليس هذا مجال كلامنا إنما أردت أن أعطي فكره موجزه عن الزئبق إذن ما نبحث عنه هو الزئبق الأحمر . يوجد مادة تسمى أكسيد الزئبق وهي مادة سائله تتوسط اللونيين الأحمر والفضي ، ولكن هذه المادة رخيصة وليست بهذا الغلاء الفاحش الذي يتحدث عنه الناس إذن ليست هذه المادة فما هو الزئبق الأحمر وسهلة في الحصول عليها بتفاعلات بسيطة . إلى يومنا هذا لم يؤكد علماء الكيمياء حقيقة هذه المادة وتركيبتها وصحة وجودها واستخداماتها البعض منهم اثبت وجودها وأنها ضرورية في صناعة المتفجرات والصناعات العسكرية والمفاعلات النووية لقدرة هذه المادة على تسريع وتنشيط التفاعلات مما يعطي أثار اكبر وخاصه في المتفجرات وهم قليل ، والبعض الأخر أكد أنها وهم لاحقيقه له وقد اطلعت على الكثير من المواقع الانجليزية والتي تؤكد الكثير منها عدم وجود هذه المادة في الأصل ، إذن من أين جاءت هذه المادة ؟ الشائعة الأولى تؤكد أن هذه المادة تم الحصول عليها من المفاعلات النووية الروسية ، وان ثمنها باهظ لندرتها وأهميتها في التفاعلات النووية ، وأنها عبارة عن بودرة صلبه لونها احمر تباع بملايين الدولارات ، الشائعة الأخرى تؤكد أنها وجدت في عبوات مع المومياء الفرعونية وأنها سائل لونه احمر ، ضروري جدا للتحنيط والاستعانة بالجن لاستخراج الكنوز الفرعونية ، مع تأكيد الجهات المصرية العاملة في الآثار عدم صحة هذه المعلومات وعدم وجودها . إذن ما فائدة هذه المادة إذا كانت موجودة حقيقة ، هناك فائدتنا الأولى استخدامها في صناعة المتفجرات والمفاعلات النووية لعملها المهم في تسريع وتنشيط التفاعلات والآثار المدمرة لوجودها . الاستخدام الأخر يستخدمها السحرة والمشعوذيين للاستعانة بالجن في الكشف عن الكنوز المدفونة لأهمية الزئبق الأحمر في إعطاء الجن قدرة اكبر وإطالة أعمارهم ولاتعمل هذه المادة إلا إذا حصل عليها الجن من البشر وهنا الحيرة . إذن ماهي الحقيقة ، الحقيقة أنها مادة وهميه لاوجود لها أو انه يقصد بها مادة أخرى لعدة أسباب : أولا : أن المواد المستخدمة في التفاعلات النووية معروفه للعلماء ولم يؤكد العلماء وجودها . ثانيا : أن الصناعة النووية تحاط بقدر كبير من السرية لذلك ربما أطلق هذه الاسم على مادة أخرى لإيهام الناس وإبعادهم عن المادة الحقيقية ، ونسج الخيالات عنها لأهداف استخباراتيه وعسكريه من الدول النووية . ثالثا : أن عالم الجن هو عالم غيبي وان الناس الذين يتعاملون مع الجن هم من الدجله والسحرة وهؤلاء كذبهم أكثر من صدقه ، فلم يصدقوا مع ربهم فكيف يصدقوا مع البشر ، وان خرافة عمل هذه المادة للجن لايتم إلا إذا تم الحصول عليها من البشر ، فهذه خرافة لان الجن يتمتع بقدرة اكبر من البشر وباستطاعتهم الحصول عليها بدون مساعدة البشر اذا كانت موجودة حقيقة ولها أهمية كبيره لهم ، ولكن هذا وهم ونصب يستخدمه الناصبون والدجالون للضحك على أصحاب العقول الضعيفة ، فلماذا لايستخدم هؤلاء السحرة هذه المادة ويستخرجون الكنوز لأنفسهم ويستفيدون منها . أخيرا أخي القارئ لايستطيع أي فرد على وجه هذه الكره أن يثبت لك وجود هذه المادة ، أو يريك هذه المادة ولا يوضح لك مكوناته ولا طريقة صنعها ، لذلك قد متعك الله بالعقل لتمييز وان لاتنجرف وراء هذه الخزعبلات ، وقد وضح لك الله أن السحرة والمشعوذون أكثر كذب وافتراء وهدفهم هو التعاون مع شياطين الجن لإبعاد المسلم عن عبادة ربه ، اسأل الله أن يمتعنا جميعا بنعمة العقل والدين وان يحفظهما لنا ، وان لايجعل الدنيا اكبر همنا . عبدالرحمن عويض الجعيد [email protected]