هل تمنيت ذات يوم بأن تكون مدارسنا نضالية تتميز فيها الشخصيات وتختلف ويتوقف فيها الاستنساخ البشري ومحاكاة الأحلام وإتباع الآخرين حتى في الفكرة ؟ وهل تمنيت مُجتمع إيجابي لا يقتبس ببساطة أيضاً ! تمنيت ذلك لأكثر من مرة تأمل وليس معناه إلا أن نكون مختلفين كما خُلقنا بلا مبالغة وأن نتقاطع في سمات أساسية لبناء مجتمع رائع مع وجود القدوة والمعلم ، الآن أنسى كُل شيء ، وأبحث عن جوهرك ستجد إنسان آخر مُختلف لا تتوقف سعادته على طموح الآخرين ، ستجد جوهر كبصمة الإبهام لا تتكرر في البشرية ، جوهر تركيبته لا تتناغم سوى مع معطيات حياتك أنت وفقط ! قررت أحد الشابات السعوديات الذهاب إلى مجمع تجاري نسائي في العاصمة لاستئجار محل هُناك ، بعد شهور من نسج الفكرة الخدمية المميزة وحصولها على دعم المئوية بامتياز ، قابلتها المديرة وأوضحت إمكانية تأجير أحد المحلات لها وذهبتا حيث المكتب وتوقيع العقد ولكن كُل هذا حدث قبل أن تشرح المشروع جيداً ! فتحت أوراقها وشرحت لهم ، وقبل دقائق من توقيع العقد بدأت الحكاية ، شرعت المديرة بسرد أعذار غريبة يلفها الغموض ، فتارة تتحدث عن ميزانية المجمع وتارة أخرى تتحدث عن نجاح المشروع ، وأعذار أُخرى و محاولات جادة لتوديعها بحجج واهية ! ، تمالكت تلك الشابة أعصابها وأخذت أوراقها وقالت لها : لا يوجد أي معنى لما تقولينه وكيف تفسيرين ترحيبك السابق انتبهي ! ! لم تمر عليها نظرات الاستحسان والإعجاب بالمشروع بشكل عادي ! استخدمت ذكائها واتصلت أختها بهم كمستأجرة \"فرد\" أُخرى لمشروع آخر ، فرحبوا بها في الوقت الذي رفضوا الصغرى ! ففهمت الاثنتان المغزى و ذهبت الشابة إلى المديرة الإدارية وقالت لها :للأسف أهكذا تدعمون الشباب السعودي ! بسرقة أفكاره يا بنات وطني .؟ أُحرجت المديرة و لم تجد ما تقوله وتخوفت من وصول الأمر إلى مدير المجمع وأذهلها وعي تلك الشابة ، وكان ذلك الموقف كصفعة أيقظتها لما حدث ! وقت قصير وتذهب تلك الحالمة إلى مجمع نسائي آخر ، كانت إدارته من جنسية عربية وفرت لها تسهيلات إجراءاته ، وأقامت مشروعها بلا نظرات مادية تبحث عن المصالح الشخصية وتتجرد من الاحترام .! على الهامش / فهمت لماذا كانت أمينة تضع ذراعها ورأسها حول كراستها بحجة الاستناد إلى الطاولة ، حينما تبدأ حصة التربية الفنية وتُمسك بقلم الرصاص .! هل فعلها أَحدكم إنها الغيرة على الفكرة ..؟! منيرة السليم