أصبح من المألوف في نهاية آخر كل عام مالي قيام البلدية بالتشمير عن ساعديها والانقضاض على الأرصفة والإسفلت والأشجار في المداخل ودهكها بالبلدوزرات وجعلها كالرماد ومن ثم إحضار القلابات والشيولات لنقلها إلى مثواها الأخير في أحد مقابر النفايات القريبة ومن ثم إعادة هذه الأماكن إلى نفس النظام والشكل وتصفيف الزهور والورود التي تذبل وتموت بعد زراعتها بأيام قليلة فقط لتصبح هشيما تذروه الرياح 0 هذا هو ديدن البلديات في جميع المناطق وقد تباينت التبريرات والتعليقات حول هذا الموضوع من قبل عامة الناس بعد أن باتوا يترقبون حدوث هذا في كل عام فمنهم من أدعى أن هناك فائض في الميزانية لدى البلدية متبقي في آخر العام وأنه يستوجب صرفه على أي شئ وأن إعادته إلى المالية سوف يكون له أثر سلبي في العام القادم مما يوحي أن هذه الجهة لا تستحق المبلغ المصروف لها وانه يجب تخفيضه ليتناسب مع مدى صرفها مما يضطرهم إلى القضاء على هذا الفائض وإتلافه أما الإدعاء الثاني هو أن الأرصفة هي أسرع وأسهل طريقه للمتلاعبين في المال العام نظرا لعقودها الباهظة جدا ورخص تكاليفها الفعلية وأنها أشياء معدومة لا يمكن جردها واسترجاعها فيما لو حدثت هناك محاسبة وتدقيق ولا نعرف أي الاحتمالين أقرب للصواب أو كلاهما صواب أو جانبا الصواب كلاهما ليست البلديات وحدها المعنية بإهدار المال العام فقط ولكنها أقرب الأمثلة الواضحة للعيان فغالب القطاعات لديها نفس ألنزعه والميول ولكن بطرق أخرى فالمواصلات والإسكان والصحة والتعليم والكهرباء وآه من الكهرباء هذه الشركة التي دائما تدعي الغبن والخسارة على الرغم أنها تمص دم المواطن حتى آخر قطره وتحمله مديونيات رفاهية موظفيها وكذلك تحميله مسئولية تسديد الديون المعدومة لها والاتصالات وما أدراك ما الاتصالات والهاتف السيار إلي كان ب 150000 ريال والجوال ألي كان ب 10000ريال والبيجر ألي كان ب7000 ريال وكل ذلك الآن بالمجان وووووو الغالبية على هذا النهج والموال مليارات الريالات سنويا تجود بها أيادي خادم الحرمين الشريفين السخية التي لا تبخل أبدآ على وطنها بشئ مهما كان ثمنه فقد بلغت ميزانية هذا العام 2009 م ب 475 مليار ريال ولكن جزءا كبيرا من هذا المبلغ الهائل قد يهدر ويستنزف بطرق غير مبرره حال وقوعه في بعض الأيدي حتى أصبح ذلك أمرا عاديا ومستباحا في جميع الأروقة حتى كاد المال المهدر يتجاوز المال الذي يصرف على الوجه المطلوب كل ذلك الهدر والإسراف يحدث وهناك بطالة تزداد يوما بعد يوم وقودها شباب وشابات أصبح همهم الوحيد الحصول على ما يسد حاجتهم لمصروفهم اليومي والتعفف عن سؤال ذويهم على الرغم أن غالبيتهم من أصحاب الشهادات الجامعية ) ووو وجود شبه معدوم للمرافق العامة والحدائق والمتنزهات التي تكون لائقة بأقل متطلبات النفس البشرية ووو نقص حاد في الأدوية بالمستشفيات والطاقم الطبي والتمريضي والأسرة وووو مدارس ودوائر حكوميه أكثر من 70% منها مستأجر ووو مواطنين السواد الأعظم منهم في بيوت مستأجره حيث كشفت دراسات علمية حديثة أن السعودية أقل دولة خليجية في نسبة تملك المساكن حيث يمتلك نحو 22% من المواطنين السعوديين مساكن خاصة بهم فقط ووووووو إن هذه الأموال التي تهدر ويتفنن القائمين عليها في طريقة تبذيرها لم تأتي إلينا عبر رياح الخماسين ولكنها قيمة ثروة نفطية ناضبة لن تدوم طويلا ويجب استغلال قيمة كل نطفة منها ووضعها في المكان الذي نجدها فيه حين نحتاجها وإلا صرنا كصاحبة هذا المثل وهو إن « دختنوس بنت لقيط » تزوجت «عمرو بن عدس» وكان شيخاً كبيراً ، فلم تنسجم معه وطلبت الطلاق منه، وتشددت حتى استجاب لها فطلقها.. وكانت تحب شابا وسيما فتزوجته ، وكان فقير الحال وصدف إن أجدبت السنة وعم البلاد القحط ، فاحتاجت إلى الطعام ، وقيل أنها طلبت منه حلوبة، لتقتات وزوجها الشاب منها، فلم تر بداً سوى الطلب من زوجها القديم وكان موسرا كمية من اللبن فأرسل إليها يقول: «بالصيف ضيعت اللبن» وقد خص ذكر الصيف لان طلاقها منه تم في فصل الصيف ، وهكذا ذهب قوله مثلا لكنه لم يلامس مسامع البعض . فاتقوا الله يا أولي الألباب إبراهيم المسيب