النقد الهدام هو حيلة العاجزين ، وأسلوب المعجبين ، ومتنفس الحاسدين ، وبضاعة المتقاعسين ، ونهج المفلسين ، ولسان المغتابين . نحن نشكو من لذع أعداء الدعوة للعمل الدعوي وأهله ، ومحاولتهم ذوبان أهميته في نفوس الناس ، ونشر الفرقة بين العاملين بطرق مباشرة وغير مباشرة ، ومع ذلك بعض دعاتنا يشدون من سواعدهم بنخر العمل الدعوي وشق صفه من غير أن يشعرون لحظوظ نفسية ليس إلا . نقد بعض الدعاة أو الكتاب ، أصبح من باب التشفي ،أو حسدا للأقران ، أو انتقاص العمل وأهله أمام الملأ وفي جلسات الشباب ، أو من أجل إسقاط مكانة العمل أو القائمين عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وبعض الدعاة مصاب بداء التنظير الذي لا يمكن تطبيقه أو القيام بعمله ، فيمزجه بالعمل الآخر ، ليسقط نجاح هذا العمل ، أو يقلل الإشادة بمنجزاته ، والبعض الآخر ضيق الأفق من خلال رؤيته الثاقبة أو حكمه المنصف أو استيعابه لحيثيات العمل من جميع جوانبه ، فيتجه للنقد الذي يحسب أنه بناء وهو مجوف بالنقد الهادم ، وهو بذلك يعذر ، لكن ينبغي أن لا يتسرع لأن خلفيته ضئيلة عن العمل . إننا نحتاج حين ننقد العمل ، أن يكون النقد بناء خاليا من الهدم ، وأن يكون للإصلاح وليس للتشفي ، وأن يكون بأسلوب جميل يحفظ هيبة العمل والقائمين عليه ، وإذا كانت هناك أفكار واقتراحات تطلب من العاملين ~ فلتكن موزونة بالواقعية وعدم المثالية ~ ومناسبة للتطبيق والاستمرار ~ وأن يكون بعيدا عن التشهير ~ وأن يكون متحليا بالإنصاف ~ وأن يكون متدرجا خاليا من البعثرة وعدم الترتيب ~ كما أرجوا أن يتم تجاوز النقد الذي يعتمد على حجج واهية، ومحاولة تتبع العثرات ، واتهام النيات والمقاصد ، وتهويل الأخطاء ، وتهوين المنجزات . عموما أوجه نصيحة للمربين الأفاضل ، أن يهذبوا جلسات الشباب من جلسات الجرح والتعديل التي تعقد على حسب الأهواء و في زمن النوازل ، وأن يؤصلوا فيهم أهمية احترام العلماء والدعاة ، وفقه التعامل مع المخالف ، والفرق بين النقد البناء والنقد الهادم ، وحكم الغيبة وبيان مظاهرها في هذا الباب ، وقبول النقد البناء ، وفقه التعامل مع النقد الهادم .