بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله النقد والنقد ... إذا أردنا أن نرتقي في ايي عمل نقوم به ونطوره لابد أن نعرضه على بساط النقد الذي يصحح المسار ليرتقي هذا المشروع ويستمر في إنتاجه ، ليستفيد منه المحيطين به أيا كانوا . مرافق الخدمات التي تضعها الدول لتقدم خدمات لمواطنيها ، لا يمكن أن تقدم خدمات متطورة وفاعلة إلا إذا كانت تقوم عملها على مدار تقديم رسالتها ، ومدى فاعليتها ، ونحن إذا نظرنا إلى الدول المتقدمة حضاريا نجد أنها تقوم مؤسساتها كل حين من اجل تحديث رسالتها ، هذا بالتالي جعل لها فاعليه وحضورا وقبولا عند أفراد المجتمع المستفيد من خدماتها ، مما جعل لها ثقلا وتواصلا وفاعلية وتأثيرا إذا عملية التقويم ، وهو النقد يسير وفق اطر منسجمة مع الموضوعة المجردة ، والتي تكفل النجاح المراد ، وهو المطلب ، بعيد كل البعد عن الهوى النفسي ، والذي يجعل النتائج بعد ذلك مرتبطة بما تهواه الأنفس سلبا أو إيجابا ، وهذا بالتالي يجعل النقد بعيدا عن هوى الإسقاط ، فترتقي الجهة التي حضيت بهذا الأسلوب من التقويم والنقد . تأمل حال دولهم ومؤسساتها وكيف وصلت إلى ما وصلت إليه ، وبعيدا كل البعد عن مضامين معينة أسوق لك هذا المثال : لماذا يتعرض رئيس وزراء إسرائيل للمساءلة من قبل الشرطة على خلفية اتهامات انه تلقى رشاوى وهو في منصبه ، إذا هو استغل منصبة لمنفعة شخصية ، لم يمنعه هذا المنصب من الملاحقة ، إلى درجة التخلي بطوعه واختياره عنه . .في عالمنا العربي الوضع غير ذلك تماما ، النقد ممنوع ، ولك المساحة التي تريدها أنت إذا كنت تريد أن تزجي المديح ، أما غير ذلك فالوضع يختلف ، هذا بالتالي جعل الوضع يتردى ، وإذا مورس النقد ضد أشخاص أو مؤسسات إنما يراد منها الإسقاط اوتصفية الحسابات الماضية ، ليس ألا ، فتأمل الحقبة الماضية التي مرت على الأمة وكيف وصلت من التردي والتخلف في كثير من المجالات ، بسبب غياب النقد البناء وعم تهيأت المناخ الملائم له ليمارس بكل حيادية وتجرد أوصلنا إلى ما نحن فيه . أسوق مثالا تقريبيا ، يمارس فيه النقد من اجل الإقصاء والإسقاط وتصفية الحسابات ، وهي الحملة الشعواء التي تقودها بعض وسائل الإعلام خاصة المقروء منها ، على احد أجهزة الدولة المعتبرة ، ولها أنظمتها التي كفلها النظام العام للدولة ، وكأنها مؤسسة تجارية يملكها أناس أجانب ، وهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لماذا يكون النقد بهذه الحدة والانتقائية مع عدم إتاحة الفرصة للنقاش والرد ، يعطيك شعورا أن هناك مشروعا يراد به أن تقصى الهيئة ويهمش دورها في المجتمع . مع الأيمان في دورها الكبير في محاربة الرذيلة والفساد الأخلاقي والعقدي الذي لو أطلق له العنان لعم الهلاك والدمار، وما المجتمعات الأخرى عنا ببعيد. دائما إذا أردنا أن نناقش وننقد لابد أن تكون الفرص متاحة للطرفين كل يقول وجهة نظره دون انتقائية ، مع إعطائه المساحة الكافية لعرض ما لديه ثم نحكم من خلال ذلك على ممارساته ونقيمها ثم نتيح له الفرصة للتصحيح ، ولا يمكن يكون ذلك إلا إذا عرفنا حجم الرسالة والمهمة التي يؤديها ، وماهي الانجازات التي حققها عبر عمره الزمني منذ أسس إلى هذه المرحلة ، والهيئة لديها النجاحات الهائلة في هذا ، والأرقام تتحدث . القاعدة الشرعية في مجال النقد ، انه متاح ، وفي الإسلام الجميع تحت النقد ، ولكن كيف ومتى وماهي الأساليب المتبعة ، التي تكفل نجاح النقد ، لان الغاية منه هو البناء ، ولايمكن يكون النجاح إلا إذا كان النقد متجردا ، والمنتقد يقبل النقد بصدر رحب ، عندها تكتمل المعادلة ، تأمل : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عاتبه ربه سبحانه وتعالى ، عدما تصرف فقط وفق وجهة نظر كان يطمح من خلالها صلى اله عليه وسلم إن يضفر بأحد صناديد قريش أن يسلم ، عندما جاء إليه الأعمى يسترشد منه ، فعبس في وجهه ، فنزل العتاب الرباني لنبيه صلى الله عليه وسلم ، والذي قبله بصدر رحب ، ثم أعلنه للأمة قرانا يتلى إلى يوم القيامة ، شاهد على سمو هذا الدين وسمو نبيه صلى الله عليه وسلم ( عبس وتولى أن جاءه الاعمي .. الآية ) ، والأمثلة كثيرة في هذا الباب ، كيف كان النقد الهادف البناء المتجرد احد الروافد الهامة في بناء الأمة . عبد الله العياده