نحن في الخليج بحمد الله نعم الله علينا كثيرة، ومنها الهندام الرسمي؛ فالرجل يلبس ثوباً وشماغاً وعقالاً زي أغلبي ويكفيه ذلك، والمرأة تلبس إذا خرجت من بيتها؛ فوق ملابسها عباءةً سوداء، زي موحد دون كلفة ولا عناء. مريح جداً أن تشتري عدداً مكروراً من الملابس؛ فتلبس هذا، وتغسل ذاك، وهكذا بلا متاعب، ولا قلق، ومن جرَّب ارتداء الزي غير الخليجي؛ ذاق مرارة المعاناة، وحلاوة التوحد، وانظر تَرَ . كم نحن في راحة، أطفالنا في المدارس زيهم الموحد أيضاً نعمة من الله، تستحق الشكر؛ شكراً لصاحب فكرة الزي الموحد وجزاه الله خيرا. إلا أن هناك بعض النسوة العاملات في الدولة موظفات معلمات أو غير ذلك؛ للأسف يُعانين معاناة شديدة، كما نقلت لي إحداهن رغبتها وصويحباتها، أما كل يوم شكل، وكل يوم زي، وكل يوم ماركة، وكل يوم لون؛ فهذا لا يطاق.! من نتائج الاهتمام المبالغ فيه في الملبس غير الموحد: 1ضياع راتب الموظفة معلمة أو غيرها . 2 ضياع الوقت، والجهد في البحث عن لباس لم يُلبس !. 3 المظاهر والطبقية، من خلال التباهي في الماركات العالمية!. 4 التردد على الأسواق ما من شأنه يسبب ازدحام غير مرضي في الطرقات؛ لأن هذه السيدة تريد شراء ملابس جديدة، وتلك تريد تبديل ما شرت، وأخرى تتجول علها تجد ما يناسبها عند حيازة الراتب. 5 صرف الهمم لأشياء تكاد تكون من سفاسف الأمور، وهي التبضع المستمر . 6 العامل النفسي المرتبك مرتبط بالزي المنوع، ماذا ألبس غداً ؟، ما تقول صديقات عن ملابسي ؟، ما تقول المراجعات، أو الطالبات عن ملابسي ؟. مما يؤثر على زعزعة الثقة بالنفس. ونحن كرجال يسهل علينا التهندم بالصيف لأنه لون واحد، ونجد بعض المعاناة شتاءً لتعدد الألوان. حبذا دراسة الأمر من خلال وضع استبيان، وتخيير النساء حول رغبتهن، أو حل وسط من تريد هندام موحد تلبس تلك المواصفات، ومن لا تريد تلبس ما تشاء، والذي دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو ما لمسته من رغبة بعض النسوة لهذا التوجه، كما أن هناك رغبة أخرى تقول: لا نريد تقييدنا بهندام موحد، ولله في خلقه شئون . إبراهيم اليحيى