____________________ هذا العنوان استعرته من كتاب نثري للكاتب والشاعر الكبير نزار قباني يحمل نفس الموضوع . ولم أجد عنوانا يليق بما يترقرق في مسالك همومي غير هذا العنوان الصارخ في معناه والصادم في حقيقته . كثير من الأحبة ممن يشمشمون مقالات لاتتوافق وهواهم بطريقة احترافية وصلت لدرجة الغريزة – هؤلاء لايلبثوا أن يرشقوا التهم المشبوهة بألفاظ ومصطلحات إقصائية تودي بالكاتب أسفل سافلين ، ولكنهم نسوا أنهم يمارسوا مبدأ \" الهبوط للأعلى \" ! .. هم أحرار .. ونحن أحرار كذلك .. والميدان هو المانح لجائزة التفوق ، وهو الذي يهدي الخيل صهيلة .. وماأكثر الكتاب الذين تثقل بهم صحفنا المحلية مترنحة من ثقل دمهم ووطأة السنين التي دببتها زواياهم الكريهة بعلاقات امرئ القيس ومصالح طرفة بن العبد ، ودون خجل من تهرؤ أساليبهم وفجاجة أفكارهم وملل القراء من رقع وجوههم المشرئبة لقطع الجاتوه التي تلوح لهم في الأفق . إن الكتابة عمل انقلابي مئة بالمئة ، وكتابة بلا تغيير آني ومباشر هي كلام في الهواء ورسم في صفحات الماء . وصار الكاتب الفاعل عملة نادرة لايلبث أن تختطفه الأيدي ويركل مع الأبواب ، لكنه سرعان مايعود من النافذة .. وقد يلقى بأثوابة في القمامة لكنه يظل عملة نادرة نبحث عنه في أكياس وزبالات الانترنت المفتوحة ، لأنه يفعل مايشاء ويحكم مايريد .. فإذا لم تفعل الكتابة فعل القنبلة ، وتثير الانتباه كمفتعلي الشغب وتحور اللاشيء إلى أشياء فلا فعل ولاكتابة وتبقى الكتابة سموما تصيب العقل بالعته والنكوص على النفس بدلا من فعلها على الخميني وكاسترو وابن الدمينة .. إننا في هذه الزاوية لانمارس غير القناعات التي تمليها عقولنا وضمائرنا ، تتسمى باسمنا وتتزيا بشكل فسيفساء كليلة ودمنة فمن رضي فله الرضا ومن سخط ... ، وإذا لم تتغير الألوان ، وتتحور الأزهار ، وتكتسي الأرض بحلة جديدة فمن الأجدى أن يسعك بيتك وتبك على خطيئتك .. والكل ليس بمنأى عن رماح الكتابة خاصة تلك التماثيل المثبتة في الشوارع ، والرموز القابعة على الصفحات ، ومن يفعل فعله على العامة وإن كان منجحرا في شوارع الخبيبية أو متاهات الخالدية واستراحات أبي لهب . فالكتابة كالقنابل الهيدروجينية ليست بمنأى عن الجميع فاحزموا أمتعتكم وشدوا معاطفكم ولتبدأ الجياد بالصهيل.. حبيب بن أوج [email protected]