لا نفيق من حلم أو سبات حتى نفاجأ بوقوع كارثة، هذا ديدننا مع الكثير من المواقف في حياتنا اليومية، وما دعاني لقول هذا الكلام ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الكويتية الأسبوع الماضي لقصة طالب كويتي، وهو بالمناسبة ابن شقيق الممثل الكويتي القدير حسن البلان، عندما فارق الحياة ولم يجد من ينقذه حيث اتصل مدرسو المدرسة بالاسعاف الذي لم يصل إلا بعد نصف ساعة كان خلالها الطالب يحتضر ولم يستطع معلمو مدرسته عمل أي اسعافات أولية أو خلافها لتحذيرهم من قبل مسعفي الهلال الأحمر خوفا على الطالب. وهذه القصة تدعونا إلى المطالبة بعيادة طبية في كل مدرسة سواء بنين أو بنات وتتكون كل عيادة من طبيب أو طبيبة وممرض أو ممرضة مجهزة بالإسعافات الأولية اللازمة، كيف لا والكثير من المدارس تتكون من 700 طالب أو طالبة، كل هذا العدد ألا يستحق عيادة خاصة، وكذلك الحال في كل منشأة حكومية أو خاصة يزيد عدد موظفيها على 500 موظف. ألا تلزمها الجهة المسؤولة على فتح عيادات خاصة للإسعافات الأولية وعلاج الحالات التي لاتحتاج الذهاب إلى المستشفى. إن هذا المطلب الهام قد ينقذ حياة الكثير من أبنائنا ويصبح لدينا فرص عمل للكثير من الخريجين والخريجات من التخصصات الصحية، كما يستطيع طبيب العيادة أو الطبيبة التأكد من الاجازات المرضية والتقارير الطبية بدلا من المخاطبات والروتين الممل بين المستشفيات وتلك الجهات. إن حياة أبنائنا لا تقدر بثمن ومتى ما ترك الأمر كما هو الحال ولم تتحرك وزارة الصحة أو وزارة التربية والتعليم لفتح عيادات داخل المجمعات التعليمية، فإن كارثة لا سمح الله قد تحدث وبعد ذلك سنسمع عن التبريرات وخلق الأعذار وتصبح هذه القضية مثل الكرة تتقاذفها الوزارات المعنية بينها البين، ومن ثم تنتهي وتموت كما مات الكثير من قضايانا ومشاكلنا، كان آخرها المدارس المستأجرة والتي كان من المقرر أن تنتهي بنهاية هذا العام، كما صرح المسؤولون ولكن لا تزال معاناة المدارس المستأجرة تحيط بنا ليس فقط في المناطق النائية، ولكن في شتى بقاع هذا الوطن المعطاء