وإن كنا نؤمن بدورة التاريخ وتعاقب الأمم والإمبراطوريات على مر الأزمان , ولكن في الوقت الحالي والمستقبل المنظور حتى الآن لن يكابر أي عاقل ويدعي أفول نجم الولاياتالمتحدةالأمريكية ذات التفرد العسكري والاقتصادي وهما جناحي الرسوخ و التحليق والريادة للعالم كدولة قيادية ذات قطب أحادي في العالم.. ولكن المتابع لسلسلة الأحداث بعد 11 سبتمبر وتسارع تداعيات ردود الأفعال الأمريكية القاسية مما أدى الى شدها للحبل والذي أوشك على البتر مع معظم دول العالم حتى حلفائها وأصدقائها..والذي جعلها تمارس نوع من التعسف الانفرادي في قراراتها المباشرة او عبر الضغوطات المباشرة وغير المباشرة للتأثير على مخرجات القرارات الصادرة من المنظمات والمؤسسات الدولية و التي زادت وأصبحت مؤثرة وانعكست سلباً على عدم فاعلية هذه القرارات وخاصة فيما يتعلق بمصالح الدول العربية والإسلامية. وربما ما يحدث في هذه الأيام من دولة إسرائيل من مجازر بشعة وجرائم نكراء تعتبر جرائم ضد الإنسانية... والتي حقيقة لم يتم التعاطي معها من قبل الإدارة الأمريكية الحالية بشكل حيادي ومنصف..بل ما حصل هو المساواة بين الضيحة والجلاد....بل ربما الجلاد له الحظوة وتم تصويره على انه هو الضحية .. ولذلك وفقا للسياق المتتابع للإحداث الذي انعكس سلبا على صورة الولاياتالمتحده منذ زمن.. فإن بيوت الخبرة ومؤسسات البحث والرصد والتحليل والمنظمات الحقوقية وبعض قدامى السياسيين والقيادات العسكرية ..كل هؤلاء أصبحوا يلمسون مدى تأثر الصورة الذهنية التي تشوهت كثيرا بفضل سوء ممارسات وتعاطي الإدارة الأمريكية الحالية مع الكثير من الأزمات الدولية ..والتي مؤخرا أدركت فداحة الكثير من قراراتها التي لم تحقق النتائج المرجوة وفقا لتوقعاتها.. ومما يؤكد على استجابة الإدارة الأمريكية لهكذا رؤى وتحليلات ومقترحات من هؤلاء الخبراء..هو النشاط المحموم لجهاز الدبلوماسية في وزارة الخارجية الأمريكية في العامين الماضيين من حيث العمل على تحسين صورة الولاياتالمتحدة عبر الزيارات والاجتماعات مع المسئولين في الكثير من الدول والتي تأثرت كثيرا مما انعكس على تفاعل الحلفاء في أوروبا وتلكؤهم في مسانده بعض القرارات التي كانوا يدعمونها سابقا ..بينما أصبح لهم رأي أن لم يكون معارض فإنه متأني ومختلف نوعا ما في بعض القضايا الساخنة على كل الاصعده..و مما يؤكد ذلك تباين الرؤى في دول الاتحاد الأوربي تجاه الأزمة المالية العالمية وموقف فرنسا تجاه ذلك خير مثال.. المؤمل حقيقة هو أن تستغل الدول العربية بشكل فاعل مقومات التأثير منفردة ومجتمعه تلك الفجوات لإحداث تغيير في النظرة الغربية عموما والأمريكية خصوصا تجاه قضايا العرب الساخنة والملفات التي ما زالت مفتوحة...او التي يعاد فتحها من وقت لأخر ويتم مداواتها بالمسكنات.. وأهمها في صدارتها قضية فلسطين. سليمان المشاري كاتب سعودي [email protected]