لماذا نشتري القذارة عندما تبلغ الكراهية حد الذروة ، فأن الإنسان قد يتصرف بلا شعور ، ودون حساب للنتائج ، هذا ماقام به الصحفي العراقي ، الذي قذف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بحذاه ، كإعلان عن الكراهية وعدم الترحيب ، بهذا الضيف ، الذي فقد احترام جميع الناس ، بما فيهم شعبه الذي اختاره ، عندما قام هذا الصحفي بهذا العمل ، ليذكرنا بقول الشاعر(..... إذا رمي الحذاء في وجهه ... صاح الحذاء بأي ذنب رميتني) ، فهذا الرجل لايستحق إلا الطرد من الشعب العراقي ، لجرائمه التي اقترفها في حقهم وغيرهم من الشعوب ، ولكن هل هو واحده الذي يستحق هذا الفعل ، لو نظرنا بعقل وتدبر ، لم يكن الرئيس الأمريكي يستطيع الدخول للعراق بهذه السهولة ، مالم يجد خونه من داخل العراق ومن أبناءه لتسهيل هذه المهمة له ، وكأنهم يسلمون له وطنهم على طبقا من ذهب ، ليعيث فيه فساد وقتل وتخريب ، لم تكن أيدي بوش الملطخة بالدماء ، بل أيدي كثيرا من العراقيين الذين قتلوا وأجهزوا على العراق مع هذا المفتري ، اذا الضحية العراق وشعبه ، والجناة كثيرون ،وبذلك فأننا بحاجه إلى ألوف الحذيين لنرمي بها كل من خان العراق ، ولكننا لانستطيع أن نحددهم ، فالله هو العالم بهم والقادر عليهم لأنه وحده هو العالم بذلك ، ولم يكن هذا التعبير إلا لأحد السببين ، إما لكراهيته التي بلغت في قلب هذا الرجل ذروتها حتى فعل ما فعل وأتمنى أن تكون كذلك ، أو حب الشهرة والظهور والمديح والذي نحبه كثيرا نحن العرب ، فأصبحت أقوالنا أكثر من أعمالنا ، وأصبحنا نبحث عن الشهرة مهما كان ثمنها وشكلها ، ولكن العراق ليس بحاجه إلى زوج من الاحذيه ليرمى في وجه رئيس قد أوشك على الرحيل ولم يعد له فائدة داخل ولا خارج أمريكيا ولم يعد له أي أهميه للعالم وإلا لم يكن جرى له ما جرى ، فهو ورقه محروقة بالنسبة للسياسة الامريكيه ، وإلا لم يسمحوا بحصول هذا الأمر ، إذن العراق بحاجه لإخلاص أبناءه ليبنوا هذا الوطن المتهالك ،و لكن هذا الفعل لم يكن مستغرب ، فالمستغرب ، أن يظهر احد مواطنينا ، ليتشدق ، بأنه على استعداد لشراء هذا الحذاء ولو كلف عشرات الملايين من الدولارات ، ليصنع مئات الاسئله التي تدور في مخيلتك ، ولا تجد لها اجابه ، هل هذا يعقل أن يدفع رجل عاقل جميع مايملك ثمن لحذاء لاتقدم ولا تؤخر ، لأنها بكل بساطه قذف به احد الكلاب الامريكيه ، فأما أن هذا الرجل يبحث عن الشهرة أو انه لايملك من المال ما يسد به رمقه ورمق أولاده ، أم هو الغباء والسذاجة والسطحية التي وصلنا لها نحن السعوديون مرورا بشراء الحيوانات التي لاتساوى ألوف الريالات إلى الاحذيه القذرة ، التي رمي بها أقذر منها ، لنثبت للعالم أننا أصبحنا شعب مغفل لايعلم أين يصرف الأموال التي يملكها ، ومن السهل الضحك عليه ، إن هذا الرجل ليضرب اكبر مثال على التخلف والجهل الذي وصلنا له ، فلو أن هذا المال إذا كان يملكه حقيقة طلب منه لإقامة صروح تعليمية ، أو لسد حاجة الفقراء في بلدنا وما أكثرهم ، أو لإقامة صروح دينيه ، فلن يدفعها ، مهم بلغ فائدة هذا المال في الدنيا والاخره ، ولن يبدأ مجموع من الجهلة على شاكلته استعداداتهم وتضامنهم لدعمه مهما كلف الأمر ، انه وحده الجهالة والسفه التي بلغت بهؤلاء القوم حتى أصبحوا اضحوكه أمام العالم ، فهؤلاء لايمثلوا المجتمع الجنوبي الذي ظهر منه نوابغ ودعاه وعلماء ، إنما يمثلون أنفسهم وجهلهم وسذاجتهم وبحثهم عن الشهرة بطريقه مضحكه ، ولا نتشرف نحن كسعوديين بانتمائهم لنا ، لأننا بكل فخر لم نصل إلى درجة الغباء والسذاجة لان أموالنا نصرفها في قضاينا الاجتماعية المهمة والتي تعود علينا وحدنا بالنفع والفائدة ولا نصرفها في شراء زوج من الاحذيه لنعلقها على مداخل مدننا لنثبت للعالم أننا أغبياء وجهله ، أتمنى من في يده السلطة أن يحجر على أموال هذا السفيه إذا كانت حقيقة ويحفظها لابناءه أو تصرف في مايعود بالفائدة على مجتمعه . عبدالرحمن عويض الجعيد