منذ سنوات انتشرت الصحف التي توزع مجاناً ولا تحمل في طياتها إلا إعلانات فقط , وهي تحظى بعدد لا بأس به من المتابعين بل والحريصين على قراءتها أسبوعياً لأنها مليئة بالإعلانات الغريبة والجديدة والصفقات الشخصية في اقتناء بعض المشتريات, إلا أن هذه الصحف وبكل أسف بلا رقيب متابع وتنعدم في بعضها الرقابة الذاتية فالهم لدى الكثير منها هو الكسب المادي مقابل الإعلان . وكغيري من الناس عندما تقع في يدي هذه الصحيفة أقلب صفحاتها وأقرأ إعلاناتها وقد لاحظت الكثير من المخالفات ولاحظت ما هو أسوأ من المخالفات ألا وهو الدجل الصريح وأكل أموال الناس بالباطل وإليكم هذا الموقف الذي حصل لي : وجدت إعلاناً من ثلاث صفحات في صحيفة إعلانية مبوبة صدرت بتاريخ 13/12/1429ه وهذا الإعلان هو لبيع فلل في مدينة الرياض ويعتمد على تلقي الرسائل من راغب الشراء ليعرف تفاصيل العرض, قمت بإرسال رقم العرض على الرقم المخصص الذي يبدأ ب 88 وقيمة الرسالة كما قيل لي عشرة ريالات, كان الإعلان في الصحيفة ( فيلا في حي كذا ومساحتها كذا تشطيب سوبر ديلوكس ) لتفاصيل العرض أرسل كود العرض على الرقم ***88 وبعد انتظار وصلني الجوابي المفصل وهو حرفياً ( فيلا للبيع- الدولة المملكة العربية السعودية- المدينة : الرياض- الحي : *****- وصف الوصول للموقع:- بيانات أخرى – للاستفسار : مكتب ***** - الشخص المسئول إدارة التسويق هاتف : ******* - رقم الجوال – العنوان حي الروضة شارع الكهرباء ). وكما هو واضح فالمعلومات الجديدة أن الفيلا في المملكة العربية السعودية وكأني لا أعلم ! وأنها أيضاً في الرياض تحديداً والحي تم تحديده سابقاً في الإعلان !! الوصف والبيانات الأخرى ورقم الجوال أتت دون أي وصف أو أرقام فقط عناوين وتلاها اسم المكتب ورقمه وهي الإضافة الوحيدة أي أنك يجب أن تتصل في المكتب لتعرف قيمة العقار والسوم والحد وعدد الغرف والملاحق وكافة المعلومات التي يفترض أن تكون في الرسالة ذات العشرة ريالات. عموما ليس هذا الاحتيال الوحيد في تلك الصحيفة فقد سبق أن قرأت في أعداد سابقة لها عن عطار لديه دواء لكل داء وأعلن بثلاث صفحات الصفحة الأولى باسمه وفيها انظر صفحة كذا وكذا وبعد الوصول للصفحات الداخلية تجد الإعلان خالياً من اسمه حتى تخلي الصحيفة مسؤوليتها ويخلي المعلن مسؤوليته عن الإعلان , وهذا أشد خطراً من المحتال العقاري الأول لأنه يبيع أدوية وخلطات حذّر منها الكثيرون وبخاصة الدكتور جابر القحطاني وذكر أنها تحتوي على أدوية مثل أدوية السكر الشعبية التي تحتوي على أقراص صيدلانية مطحونة خاصة بمرض السكر يزيد خطرها عند خلطها بالأعشاب لعدم تقنين الجرعة المستخدمة أثناء الطحن, ومن الأخطار استخدام مادة الكورتيزون الخطيرة في خلطات التسمين لأن من أعراض الكورتيزون الجانبية زيادة الوزن والشعر وخصوصاً الوجه حيث يزيد حجم الخدين ويستغل بعض العطارين المحتالين هذا العَرَض ليستغلوا الناس والنساء النحيفات بشكل خاص . إن من العجب العجاب أن يستمر العطارين بالنصب والاحتيال على الناس رغم أن لجنة سبق أن شكلت بأمر من أمير منطقة الرياض وأعدت محضراً رائعا منع فيه تسويق هذه الخلطات ومن ضمن شارك في اللجنة وزارتي الصحة والثقافة والإعلام فكيف يستمر مسلسل الإعلانات المكذوبة والقاتلة أحيانا ولماذا حتى الآن محلات العطارة تفتح أبوابها لكثير من العجائز والنساء وتبيع الخلطات غير الآمنة . أتمنى أن تغلق هذه المحلات والصحف الإعلانية المبوبة بعد تغريمها إن كانت عمليتها ضبطها صعبة, وتغريم شركات الاتصالات التي لا تراقب مستخدمي الخدمات مرتفعة الكلفة حتى لا يقع المواطنين ضحايا لمكاتب عقارية تمارس الدجل والاحتيال . خلف الله علي بالعشرة ريالات التي أخذها المكتب المحتال بعشرة ريالات أخرى تعيدها هيئة الاتصالات لي ولغيري من المنصوب عليهم فالعشرة تساوي أربعين رغيف خبز . تحيتي محمد بن عبدالله المحمود