آسف عزيزي عندما أقول لك كلSMS وانتم بخير ولكن هذا ما شاهدناه واقعا ملموسا بيني وبينك في هذا العيد الذي أحب أطلق عليه عيد ال SMS حيث ذهبت فرحة لقاء العيد أدراجها إلى غير رجعة وتمحورت بين الرسائل القصيرة , في الماضي كنا لابد أن نذهب إلى عزيز علينا لنقوم بالواجب في أيام العيد رغم وجود تليفون بيننا ولكن التليفون غير محبب في ذلك الوقت خاصة إذا كنت تقطن في نفس المدينة ولكن ما نشاهده في هذه الأيام أن هذه العادة بدأت تتلاشى في وجود الرسائل القصيرة حتى أصبحت محببة ومتعارف عليها لدينا , صحيح أن هذه الرسائل تصنف على أنها سريعة و تفيء بالغرض ولكن هل نستبدلها بالموروث ونجعلها تضاف إلى عاداتنا أم مجرد أنها دخيلة علينا وسوف تتلاشى وتكون العولمة قد فشلت بإدخال هذا الوليد إلى قيمنا ومجتمعاتنا العربية . ربما يقول البعض سوف يأتي يوم نترحم على المعايدة وجها لوجه والذي ورثناها منذ مئات السنين ونكتفي أو نستبدلها بهذه الرسائل , إذا كان هذا الوليد دخل علينا للإضافة فقط فهذا مقبول اجتماعيا أما إذا دخل علينا لإلغاء موروث سابق فهذا غير مرغوب فيه دون شك وسوف ينتهي به الأمر. مازالت عادة الرسائل في الأعياد مقصورة على الأصدقاء أو زملاء العمل ولكن أن تصل إلى الأقارب هذا ما يجعلني أجهل تفسيره حتى الساعة ولكن في المقابل مازالت هذه الرسائل غير قادرة على اختراق العزاء وكذلك اختراق الزواج رغم وجود بعضها ولكنه غير محبب وشبه مرفوض اجتماعيا وأخلاقيا كذلك , هل نشاهد الزواج والعزاء يحذوا حذو الأعياد ونكتفي برسالة قصيرة بدلا من الذهاب للتبريكات او نجبر مصيبة لا سمح الله , ربما البعض قد يخالفني في هذا حيث ينظر إلى الجهد والمعانات التي سوف تتكبدها إذا أردت الذهاب إلى احد الأقارب فقط لتقول له كل عام وانتم بخير وسهولة رسالة قصيرة تبعث بها وأنت في بيتك وبين أبنائك ولا يحدث لك تعطيل في عملك اليومي خاصة أننا في عصر السرعة , نعم هذا صحيح ولكن في حال أغفلنا وتجاهلنا الماضي وهذا بالطبع سوف ينتج عنه تهديدا واضحا لأجمل عادة توارثناها . أما الجانب الأخر والمستغرب في هذا العيد أننا أيضا سوف نترحم ليس على بعض عاداتنا بل على الأضحية أيضا والتي كانت بمتناول الجميع في السابق حتى أن البعض كان يضحي بأربعة أضاحي أو يزيد خاصة من يؤمن بأن الأضحية للإحياء والأموات ولكنها اقتصرت هذه السنة في أضحية واحدة خاصة في ضل أن سعرها تعدى الألف وخمسمائة ريال رغم كثرة العرض ولكن لماذا وصلت هذه الأسعار كل هذا الغلاء الفاحش أنا لا أريد مزاين ألنعيمي والنجدي كل ما ابحث عنه هي أضحية سليمة لأبنائي فقط مع العلم أننا سمعنا في إحدى الصحف الرسمية انه جلب أكثر من مليوني رأس ماشية من الدول المجاورة , فعلا عندما تشاهد العرض تجد أن هناك تكدس للأضاحي في كل مكان ولكن الأسعار مرتفعة رغم المؤشرات الوهمية للأسعار والتي لا يكترث لها ألباعه والقادم بعضهم خصيصا من دول الجوار كي يضرب ضربته السنوية دون رقيب أو حسيب وتحت خيمة التستر للمستوردين. إذا كان هذا حال أسواقنا والتي لم نشهد لها مثيل طوال السنين الماضية لماذا فقط في هذه السنة والتي اعتبر أن هذا العيد هو عيد غريب وليس كما عهدناه في الماضي , في حال استمر هذا الغلاء الفاحش فيعني هذا أننا سوف نترحم على خروف العيد كما ترحمنا على عادات الأعياد وسوف اكتفي بإرسال رسالة قصيرة إلى صديقي في إحدى الدول ليقوم بشراء الأضحية والتي لا يتجاوز سعرها عن مائه وخمسون ريال كي نشعر أننا أدينا الواجب ....... وكل sms وانتم بخير . سعود الفوزان [email protected]