كطالب جامعي.. طالما تمنيت أن تلغى عطلة نهاية الأسبوع حتى ننتهي سريعا من هموم الدراسة، وكي نتخلص من كآبة عطلة نهاية الأسبوع وركودها إلا من مناسبات متكررة يصلح لها اللون الأبيض والأسود: استراحة عائلية.. تجول في مجمع تجاري.. لعب الكرة وما يتخللها من قرف الاحتجاج والزجر والغضب وقد تصل إلى قلة الأدب مع تكرار الجملة المعتادة والفاشلة في تأثيرها: يا شباب ترى الدعوى لعبة. ويستمر الشجار ! وبما أن مسمى [ عطلة ] يرغمني على مقارنتها مع العطل الأخرى.. العطلة الصيفية.. عطلة الحج.. وعطلة الفطر قبل أن تزحف إلى العطلة الصيفية وتندمج معها، ومع فارق الطول والقصر والتأثير إلا أنني في النهاية أجد ما يستحق المقارنة بين ما تحويه تلك العطل مع استحضار الفارق الزمني والظرفي. تنشط المهرجانات الترفيهية في العطلة الصيفية وعطلة العيد مع التفات الكثير من الناس إلى جهات سياحية خارجية غير المملكة، وتؤسس اللجان وتصرف الأموال ويرتفع صوت العمل التطوعي الرائع.. وكل هذا جميل، ويخدم كل من كان قانعا بالسياحة في بلده.. أو مرغمًا بها لظروفه المادية أو الوظيفية. استفساري: مع تميز الكثير من المدن بالأماكن التي تحتضن تلك المهرجانات التي عايشناها في تلك العطل، لماذا لا تستغل في إقامة مهرجانات مستمرة طوال السنة الدراسية إذا يتواجد الجميع في البلد لطبيعة الوقت الذي يربطهم بمعيشتهم؟! في مدينة بريدة –مثلا- يوجد مقر [ مناخ العقيلات ] والذي يحتضن الكثير من عروض المهرجانات الخاصة بالمدينة، ثم يصير مهجورا طوال السنة الدراسية إلا من خيمة تسوقية تقام في وقت معين، وبضعة أطفال يلعبون الكرة.. وشباب يفترشون الحصير كما يفترشونها في المتنزهات الأخرى؛ لماذا لا يستغل مثل هذا المكان بإقامة العروض الترفيهية في عطلة الأسبوع، وقد أُخبرت وقرأت أن سمو أمير القصيم –وفقه الله تعالى- قد أيد يومًا استغلال هذه الأماكن لتكون مقرا للترفيه طوال العام ضاربا المثل بمناخ العقيلات. أظهرت المهرجانات التي تقام في العطل أنه لا مشكلة لدى شبابنا مع العمل التطوعي، واستغلال المهرجانات لإظهار مهاراتهم في الإدارة والتنسيق مع أصحاب الحرف والفنون المتنوعة كعروض المسرح والإنشاد وإقامتها للكبار والأطفال، ثم أظهر كذلك أنه لا مشكلة لدينا في الدعم المادي من الحكومة، ومن التجار.. وغيرهم، فهلا تحرك المسؤولون لنفض رتابة ليلتي الخميس والجمعة وتحويل أسودها وأبيضها إلى ألوان من الترفيه بعروض مصغرة تناسب تلك الساعات، وأين مدارسنا بمسارحها وطلابها المبدعين عن استغلال تلك الليلتين بتعاون جاد بينها لتربط الأربعاء بالسبت، وتمحي صورة انتظار تلك الليلتين احتفالا بترك المدرسة مؤقتا، وتستبدل مكانها صورة أخرى تنعكس إيجابا على نظرة المجتمع للمدرسة، وأين جوالة جامعاتنا وكلياتنا عن إحياء تلك الليلتين.. ليس من المعقول أن تكون المسارح في مدارسنا وجامعاتنا مخصصة لاحتفال سنوي واحد.. ثم عليك وعليها السلام إلى حفل آخر في سنة قادمة. هل سنرى تحركا في هذا الاتجاه؟! أتمنى ذلك وأتفاءل بعض الشيء لحصوله