شعور غريب ولحظة غامرة بالروحانية عندما يعلم المسلم دخول شهر الخير والبركات ( رمضان ) ومع دخول هذا الشهر الكريم تحلق النفس صافية مفعمة بالصفاء ولعل المتلمس لحكمة جعل الصوم في شهر واحد كل سنة يأتيه بصيص نور بمعرفة الحكمة وهو ( التهذيب السنوي ) للنفس من أمراض و أوصاب وأوجاع دنيوية ومراجعة داخلية وتذكير لها بالضعيف والمسكين والفقير و الموجوع كما أنه فرصة لا تعوض في التسامح في كل شي ومن كل شي وهذا الخلق ( أعني التسامح ) هو خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو حالة فريدة من التعالي عن كل صغير وحقير من الأمور. وصدقوني أنني من أشدكم حاجة لهذا الخلق النبيل وأشعر بغبطة كبيرة لكل متسامح وحتى لا أكون واعظاً لكم بل أطلب العون منكم في هذا الموضوع فكم تحزنني بعض الظواهر التي انتشرت في مجتمعنا مؤخراً مع الأسف؟! منها: 1-شكوى الأقارب على بعضهم في المحاكم , بين الأب و أبنه وبين الإخوة وبين الزوجين وليتها كانت شكوى لتوضيح الحق وإنما هي خصومة تستخدم منها أقذع الألفاظ وأشنعها وتحمل رصيد قطيعة طويل بل إني أعرف أخوين يملكان مزرعة تقاسماها خصومة وهما الآن في الثمانين من العمر وكلاهما يصلي في مسجد لوحده ويفتحا ( الميكروفون ) في صلاة التروايح ( تنافساً ) على الإزعاج في مسجدين لا يبعدان عن بعضهما 200 متر , هل تعلموا أن هذا الخلاف له أكثر من ثلاثين سنة لا يلتقي هذين الأخوين في أي ولائم أو أعياد أو مناسبات بل يحرصان على ( توريث هذا الخلاف ) لأولادهما. 2-ضيق النفوس بالآراء جميعاً فكرية كانت أو مزاجية رغم حث الشارع قرأناً وسنة على عدم التثريب على أي فكرة مخالفة ومهما كانت درجة غرابتها وأعجبني كثيراً رأي أحد المفكرين في لفتة جميلة أن مستوى الحوار القرآني من أرقى الحوارات فالله تقدس جلاله يحكى الحوار مع الشيطان بقوله ( ربي إنظرني إلى يوم يبعثون ) وحوارات و مقولات اليهود والنصارى ( يد الله مغلولة ) ( إن الله فقير ونحن أغنياء ) . فما أحوجنا للتسامح وأتساع الصدر والخلق الكريم الرضي. شهر مبارك عليكم وعلى أولادكم وأموالكم ونفوسكم وصدوركم صالح الدبيبي [email protected]