يقول صديق لي:في إحدى رحلاتي البرية حصل لي موقف أن لدغتني عقرب وأنا نائم في فراشي فأحسست بألم كان لطيفاً فقمت ومسحت على موضع الألم وبدأت أقرأؤا آية الكرسي والمعوذتين وسورة الفاتحة ثم عدت لفراشي ونمت كنت على يقين أن القرآن شفاء وبلسم وطارد للسموم ولهذا قمت عند الصباح وصليت الفجر مع زملائي وبعدها احتسينا مشروب القهوة والشاي ثم انطلقنا نمارس هواية الصيد كنت في متعة ونشاط في أول الصباح فلما حلّ المساء حلّ التفكير باللدغة في رأسي فانتابني القلق أن تكون اللدغة وصلت إلى قلبي وقد أموت الليلة من جرائها فأحسست بألم القرصة يزداد عليّ ياللهول قدلايسعفني الوقت أن أذهب للمشفى وأنا بعيد جداً وفي مكان لايوجد فيه عادة اسعافات أولية تُرى كيف وصل بي التفكير بالموت إلى هذه المرحلة الحرجة وما نصيب القلق من تفكيري وكيف استسلمت عند النهاية ؟ لم أكن بالطبع سوى أنني غيرت يقيني الأول إلى شك ظمني فتحولت عافيتي إلى جحيم وتحول البرء إلى جرح ينزف وما الألم سوى أنني أتحت فرصة له ليقرر مصيري وماالقلق الذي عشش في رأسي سوى استقبالي له ببضع دقائق ليكون دماري هنا انتبهت سريعاً وأخذت أضاحك زملائي وأسامرهم لعل شغل المضاحكة يكون عوضا ًعن هذا التفكير العقيم.إن اللدغة لم تؤثر عليّ! إنما أثر عليّ فيروس التفكيرالسلبي!فانقلب ضداً ليكون يقيناً لولا أن الله ألهمني حسن الظن فتحول الشك إلى شك لايلتفت إليه وجاء اليقين ساكناً في تفكيري وماهي إلا سويعات حتى طردت الهم القابض على صدري بصدق اليقين بأن الله هو الحافظ. هنا ثمة ملحظ مهم يجدر التنبيه عليه والاعتناء به لدراسة أحوال النفس وعجائب مافيها من آيات ,أحياناً قد يكون الشخص يتألم من شيء ما ,لنقل صداع في الرأس وفي أثناء لحظة الألم ربما يتصل شخص عليك عبر هاتف الجوال فتأخذمعه وتعطي وقد تعيش لحظة استغراق الانشغال بالمكالمة لتكون سبباً لنسيانك لألم الرأس,وهنا تلاحظ أن الألم أخذ يزول عنك لأنك أشغلت نفسك وتفكيرك بشيء جديد ,فالتناسي للمرض بشيء آخر له دوركبير في الشفاء أوعلى الأقل تخفيف الألم. همسة دع المرض في سلة النسيان حتى يموت في مكانه