يتميز إنسان العالم المتقدم عن إنسان العالم الثالث بكثير من المزايا التي أهلته للتفوق العلمي والتكنلوجي الذي هو فيه الآن .. وهذا الإنسان الذي يعيش في ذلك العالم المتقدم , لا يفوق عقله عقل إنسان العالم الثالث ولكنه يختلف عن إنسان العالم الثالث بكيفية استخدام عقله . فإنسان العالم المتقدم يركز على الإنتاجية في العمل , بينما إنسان العالم الثالث فيركز على الإنتاجية في الوقت ( أي كم من الوقت قضاه الموظف في عمله , ولو لم ينجز شيئاً ! ) إنسان العالم المتقدم يسير نحو هدفه بشكل مباشر ومختصر , بينما إنسان العالم الثالث يلف لفة كاملة قبل أن يصل إلى هدفه – هذا إن وصل ! – إنسان العالم المتقدم يحقق أهدافه وطموحاته الشخصية خطوة خطوة , بينما إنسان العالم الثالث فيريد أن يحقق كل أهدافه وطموحاته دفعة واحدة فلا يحقق منها – في النهاية – أي شيء إنسان العالم المتقدم يهتم في عمله بالمضمون والجوهر , بينما إنسان العالم الثالث فجل اهتمامه بالشكل والمظهر إنسان العالم المتقدم يهتم في أعماله وبحوثه وكثير من شؤونه بالنتائج والعلاج , بينما إنسان العالم الثالث فيُجهد نفسه في التشخيص والبحث عن الأسباب والمسببات ثم يقف عند ذلك ! إنسان العالم المتقدم إذا واجهته مشكلة فإنه يواجهها مباشرة ويبحث عن حل لها ليطبقه فوراً , بينما إنسان العالم الثالث فيقف طموحه عند مجرد معرفة الحل نظرياً إنسان العالم المتقدم لا يستعجل النتائج ولكنه يحث الجهود في طلبها , بينما إنسان العالم الثالث فلا يستعجل النتائج ليس من باب الروية ولكن من باب الكسل والتسويف والتردد إنسان العالم المتقدم عند تعامله مع الآخرين ( رؤساء ومرؤوسين ) يستقبل ويرسل أو يرسل ويستقبل , بينما إنسان العالم الثالث فهو إما مستقبل فقط أو مرسل فقط إنسان العالم المتقدم يحترم التخصص ويركز عليه دراسياً وتربوياً ومهنياً , بينما إنسان العالم الثالث فيريد من أفراده أن يتقنوا ويلموا بكل شيء ثم في المحصلة النهائية لا يتقنون أي شيء ! باختصار : إنسان العالم المتقدم ركز على اللب فأنتج لنا هذا التقدم العلمي والتكنلوجي الهائل , بينما إنسان العالم الثالث فركز على القشور وهو حتى الآن يحوم حول حمى التقدم يوشك أن يقع فيه . إبراهيم بن سليمان السدرة [email protected]