في قصة صينية قديمة أن أسرة قد ولد لها طفل فأقبل الجيران يهنئونها بمقدمه فقال الجار الأول لما رأى الطفل :ياله من طفل جميل لاشك أنه سيكون قائدا عظيما في المستقبل فانهالت عليه الأسرة بالشكر والتقدير وقدموا له العطايا فانصرف راضيا ..! أما الجار الثاني فقال :ياله من طفل رائع لاشك أنه يسكون تاجرا كبيرا في المستقبل فانهالت عليه الأسرة شكرا وثنائا وأجزل له العطا فانصرف راضيا.. أما الجار الثالث فلما رأى الطفل أحدق يرنوا إليه بحنق ثم قال :إنه طفل مسكين أنه سيموت....فقامت عليه الأسرة وضربته بالنعال وطردته من المنزل مدحورا ولقي من السب والشتم مالله به عليم .مع أنه لم يقل إلا الحقيقة لأن كلا منا سيموت ولكن المقام هنا مقام فرح وليس مقام عزاء والأسلوب هناغير جيد فالحكمة هي وضع الشيء في موضعه!! أحيانا قد يحضر بعضنا فرحا تزف فيه العروس مع عريسها فيأتي بعض صغار طلبة العلم ليلقي محاضرة عن الموت وعن عذاب جهنم!! فبالله عليك هل سينصت الناس لهذا المتكلم الأبله الذي أفسد طعم الفرح بأسلوبه الغير مناسب ...إنها صورة متكررة عند البعض منا لايألوا يشوه حياة الآخرين ويمزج سعادتهم بالمآسي فإذا رأى أسرة تغني الحياة اندفع يصيح غافيا ليطفيء الفرحة بالحزن وإذا رأى البسمة غامرة لشخص ماء سارع بإطفائها,لايريئ له سكن ولايهنأ له عيش سوى أن يلطخ الحياة بالدموع والدماء والقتل و الأخبار السيئة يؤذي نفسه فيقتلها من حيث لايشعروهو شخص جذامي المنشأ وعرابي يعدي الأصحاء ويصل قذاه لغيره بحمم البراكين التي يقذفها في فوهة البحرالأجاج ... إفرح يوم يفرح الناس وشاركهم فرحتهم ولاتبتئس كافر الوجه فاسق المعنى فالحياة لاتستحق أن تقطف الشوكة منها وتدع الوردة تذبل بؤسا, وأن ترى الماء البارد يتسلل حلاوة رقراقا فتضع السموم فيه وتتجرعه غصصا, وأن ترى البقرة ترتع بالروض البهي الزاهر وردا ,والبلبل يشدوا نشيد الأمل, فتحرق الروض وتقتل البلبل, لأن الحياة في صورة مخيلتك أفلام وحشية مآلها الدمار والإنتحار!! عش حياتك سويا بدون كلل وبأسلوب واعد يضع الشيء بموضعه واخلع نظارتك السوداء لترى الشمس تشرق بوجه جميل بفجر ألق, واليوم يحمل صحفا مطهرة تسقيء روائك وتطفيء ظمأك , والأرض تهتز بلباس أخضر وأريج يحمل غدا أجمل ,وتفائل فربما يحمل المستقبل في طياته أجمل ألحان الحياة,وربما يأتي الزمان بسعده بألطف المعاني,وأسمى التهاني والتغاريد ,وانهض حينا تكبوا فالعثرة طريق لبناء أخدود المستقبل ,والكبوة تعلم الطفل الوقوف والمشي على الأقدام سويا, ,وهذه هي الدنيا سبيل للسعادة والفرح والغناء فغني ما شئت مادمت تقرأ \"ورحمتي وسعت كل شيء\" عبدالكريم عبدالعزيز القصير- بريدة [email protected]