الرد على الكاتبة نورة عبد العزيز الخريجي ( الظالمة لنفسها ) الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد كتبت نورة عبد العزيز الخريجي في جريدة الوطن مقالاً بتاريخ 12/6/1429الموافق 16 يونيو 2008م العدد (2817) تحت عنوان ما نتمناه لإمامة المسجد النبوي الشريف ، وقامت تهاجم إماماً من خيرة أئمة المسجد النبوي ، ولتعلم الكاتبة الظالمة لنفسها أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة ، والاستهزاء بالعلماء أمر عظيم وصاحبه على خطر عظيم إن لم يتب إلى الله عز وجل فقد قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أَرْغَبَ بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء يعني رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء فقال له عَوْفُ بن مالك كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجلُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحلَ وركبَ ناقته فقال يا رسول الله إنما كنّا نخوض ونتحدثُ حديثَ الركب نقطع به عنا الطريق قال ابن عمر كأني أنظر إليه متعلقاً بنِسْعَة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الحجارة تَنْكبُ رجليه وهو يقول إنما كنا نخوض ونلعب فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ما يلتفت إليه وما يزيده عليه فإن الاستهزاء بالله ورسوله كفر مخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله والعلماء لأنهم ورثة الأنبياء والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة ولهذا لما جاؤوا إلى الرسول يعتذرون بهذه المقالة والرسول لا يزيدهم على قوله أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ، وكل ما كتبته هذه الكاتبة الظالمة لنفسها عن هذا الإمام كذباً وافتراء باتفاق مصلي المسجد النبوي ، بل هو إمام من الأئمة الأعلام نفع الله به الإسلام والمسلمين والجميع يتمنى قراءته وإمامته بهم في المسجد النبوي وقد نفع الله بعلمه كثيراً من طلاب العلم وزوار المسجد النبوي في دروسه بالمسجد النبوي وكتبه الكثيرة ، ويشهد بذلك القاصي والداني ، وإقبال الناس على خطبه ودروسه وتلاواته بالمكتبة الصوتية بالمسجد النبوي دليل شاهد على ذلك ، ولا غرو فهو إمام مبارك من منبع وأصل مبارك نفع الله به وبأجداده الأمة الإسلامية في أرجاء المعمورة بنشر السنة ومحاربة البدعة ، فلتتق الله هذه الكاتبة الظالمة لنفسها المعتدية على غيرها ولتعلم بأن الله قال : ما بلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وقال رجل لعمر بن عبد العزيز: ( اجعل كبير المسلمين عندك أباً ، وصغيرهم ابناً ، وأوسطهم أخاً ، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه) وقال يحي بن معاذ الرازي: ( ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره ،وإن لم تفرحه فلا تغمه ،وإن لم تمدحه فلا تذمه ) ، ولا نجاة للمسلم إلا بتقوى الله والخوف من عقابه قال طلق بن حبيب: ( إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى ، قالوا وما التقوى ؟ قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ,وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله) وقال ابن مسعود رضي الله عنه :\" كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً. قال بعض الحكماء : وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه أموت ويبقى كلما قد كتبته ** فياليت من يقرأ كتابي دعا ليا لعل إلهي يعفو عني بفضله ** ويغفر زلاتي وسوء فعاليا . وقال الله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . كتبه أبو عبد الله محمد بن محمد المصطفى المدينة النبوية