المادة في عرف هذا الزمن هي المال يقال فلان مادي إذا كان يقدم المال على المثل والأخلاق. والمادة في الأصل وسيلة لعمل شي ما أما حسن مثل التصدق بها أو سئ مثل الإفساد كدفع الرشوة وغير ذلك. لكنها أصبحت هدف وليست وسيلة. البعض يفعل كل شئ في سبيل هذا الهدف مفيدة الغاية نبرر الوسيلة وكأن كتاب ميكائلي الأمير كتابه المقدس. غير أن المادة عندما تصبح هدفاً لا تؤدي إلى هدف أخر بل قد يكون تحقيقه المادة خطوة لشئ يقوم عليها وهو الفساد. اعرف شخصاً كان فقير الحال في بيت أسرة من الطبقة المتوسطة تخرج من الجامعة ووجد وظيفة جيدة فعمل فترة طويلة. هذا الشخص كان ثقيل دم بالنسبة لي على الأقل وكان وقحاً ومتسلط نظامه على الضعفاء أما الأغنياء فكان يمسح أحذيتهم بكل تواضع فعل كل شي حتى وصل إلى الهدف والمال في غمرة الفوضى في سوق الأسهم حقق ما لايقل عن خمسمائة مليون ريال من حر ومن برد من حلال ومن حرام. كبرت كرشة حتى أصبحت كزير الفخار تتقدمه بنصف متر. قال الله تعالى(إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) لقد طغى وقال لمن قال من قبله إنما واتيته على علم عندي. الآن هذا الشخص لا يكاد يتنفس من كثرة شحومه ولا يكاد يرد على الهاتف لأنه في حال ضياع عقل. أهذا تشكر النعم. لقد أعمت المادة عينية بكل تأكيد. قال الله تعالى (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فا كرمة ونعمه فيقول ربي أكرمن.وآما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن) كلا .. كلا..نفت كل ما قال الغني والفقير هذا ما نعرفه ليست ألجده عنوان رضى الله .وليس الفقر علاقة لغضبه سبحانه. إذا كان الأمر دولة بين الأغنياء فسد لأنهم وليس كل الأغنياء يريدون المال فسيفسدون أمر الناس ويفسدون الدين. لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة... مهنا بن عبدالله المهنا [email protected]