أشرت في مقال سابق عن حلقات الحوار الوطني السبع والتي لم ينجح فيها أحد حتى الآن، وكان من ضمن تلك اللقاءات اللقاء ما قبل الأخير وتحديداً السادس , والذي عقد في مدينة الرياض قبل عامين , وكان حول ( التعليم وسبل التطوير )، وأشرت إلى أنه بالرغم من مضي سنتين علي هذا اللقاء إلا أن التعليم لا زال يحبوا , وخصوصاً ما قبل الجامعي تحديداً ، إذ أن أسلوب التلقين لازال موجوداً وكأننا في الكتاتيب , وكذلك غول الامتحانات ورهبتها لدى الطالب والطالبة ، في الوقت الذي ينتظر الجميع في عصر السرعة والحاسوب والشبكة العنكبوتية، أن تطلب شتى العلوم وأنت في سيارتك . ذكرني لذلك هذا النظام الذي تسير عليه وزارة التربية والتعليم بالتدرج بدءاً من السنة الأولى الابتدائية حتى يستكمل مراحل التعليم الثلاث سواء الابتدائية أو المتوسط أو الثانوي ، ذلكم هو النظام المسمى بالتقييم بدلاً من الامتحانات المخيفة ، حيث وصل التقييم هذا العام إلى الصف الخامس الابتدائي , ولم يبق سوى الصف السادس الابتدائي حيث في العام القادم ستكون المرحلة الابتدائية كلها كاملة بنظام التقييم. وكانت وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الماضية قد أذنت لطلاب الصفوف الدنيا (من الأول إلى الثالث ) بأن تبدأ إجازتهم قبل امتحانات الصفوف العليا ويمنحون شهاداتهم كذلك نظراً لصغر سنهم وتقديراً لمعلميهم ، لكنها لم تنتظر حتى العام القادم ليشمل التقييم جميع المرحلة الابتدائية , بل اتخذت قراراً غريباً أصبح مثار تساؤل الجميع سواءً المدرسين أو الطلاب أو أولياء أمورهم , وهذا القرار ينص على أن طلاب الصفوف الأولية سوف يواصلون الدراسة حتى آخر يوم من امتحانات الصفوف العليا ، بالرغم من اكتمال مناهجهم وتقييمهم ، لا لسبب , إلا لأجل توحيد الإجازة للجميع . وأنني كولي أمر أقول لمعالي وزير التربية والتعليم : ألا ترى أن مثل هذا القرار ليس له مبرر إطلاقاً بل يؤكد ما قلته بأن التعليم لن يتطور لدينا , بل ويسير سير السلحفاة , ثم أتمنى أيضاً كولي أمر أن نسمع من معاليكم أو ممن يعنيه الأمر في الوزارة سبباً مقنعاً لكي أُبقي إبني الذي لم يتجاوز التاسعة من العمر وتم تقييمه , حتى آخر يوم من امتحانات الكبار . فقط !! أريد جواباً يا معالي الوزير ، مع العلم أني ومن استطلاع عشوائي علمت بأن مدراء المدارس لن يلتزموا , بل إني أنا كولي أمر ووالد , لن أجعل أبني يواصل البقاء في المدرسة فقط لتنفيذ القرار , وأنا أعلم من معلم الصف أنه تم تقييمه وانتهى لكنه محفوظ ولن يسلم لوالده حتى آخر يوم بالعام الدراسي . وعموما وأنا أكتب هذه الكلمات علمت أن نائب الوزير أرسل عبر جواله لمدراء التعليم في المناطق رسالة أعطاهم فيها الخيار في تقديم التقييم من عدمه فهل نريد أشد من تلك الارتجالية والتخلف حيث أصبح مصير أبنائنا وتعليمهم في رسالة جوال ؟؟ أسعد الله أوقاتكم . عبدا لرحمن بن محمد الفرّاج [email protected]