ابن برمان لقب لأعرابي لم يوفق كأقرانه في صيد الصقور أو لعله لا يفرّق بين الطير الحرّ وغيره، فاصطاد ذات يوم طيرا من الجوارح،له مخالب حادة ومنقار معقوف فظنّه خير من الصقور التي يتباهون عليه بها، ودرّبه على الصيد، كما يفعلون، ولما اختبر طيره فرآه يستجيب للتدريب راح يشمت بهم ويتوعّدهم بالغلبة في الصّيد، الحقيقة أنّ الصّيادين قد توجّسوا خيفة من هذا الطائر الغريب الذي لم يكترثوا له، ولما انتهت التدريبات وأطلق كل منهم طائره للصّيد. ويا للأعراب من العقاب ، إنه طائر الجراذين وقد تدرّب كالصقور على الصّيد ، فراح يرمي على أهله مما اصطاد من الجرذان والحيّات، والهوام ، وكل ما وجد من الفطائس . أما الأعراب ، فلم يظلمهم العقاب المعروف بطير ابن برمان ،ذلك لأ نهم درّبوه بأيديهم ، فلا هم قادرون على التخلص منه ولا هو يكف بلاءه عنهم. وراح طيرابن برمان مثلا يضرب بكل من ضرّّ أهله ،بل يضرب لكل من تآمر على وطنه بل ودينه باسم الحرية او العلمنة أو العصرنه او اللبرله اوالمعارضة الكاذبة والمفتعلة والمشبوهة ، فولى يتسكّّع في العواصم ويقتات من فتات المخابرات وموائد الأحزاب هناك ورأى من مضيفيه ما لم يره في بيت أمه كالدولارات الخضراء.........الخ، فأذهبوا عقله الذي هو بأساسه ناقصا عندما أدمنوه على مشاربهم وفضائلهم فبدأ يتكلم ويهذي ليحظى بالمنافع الخسيسة ، كطيرابن برمان ، يلقي بالأفاعي والجرذان على أهله في الوقت الذي كانوا يتوخون منه صيد الحبارى ،والحمام واليمام . لقد كان الدول في مطلع عصر النهضة يوفدون أبناءهم النجباء إلى بلدان الاغتراب للتخصص في مختلف العلوم ويعودون سالمين غانمين تاركين سير يقتد ى بها ويحتذى حذوها ونقلوا إلى أوربا الشيم والقيم والدين والفضائل فضلا عن الشعر والأدب والآداب ، وعادوا بالعلوم والمعارف، والصّناعة ، والفن ، لقد أغفل أو تغافل هؤلاء الدور الذي لعبه نظراؤهم من المستشرقين في بلداننا، لم يكن أحد منهم كطيرابن برمان على دينه ووطنه ، بل كانوا صقورا يصطادون حبارينا في عقر دارنا فمنهم من قضى عمره يدرس لغتنا ، وعاداتنا ، وتاريخنا ،وديننا ، ونبش قبور أجدادنا ، منقبا عن الآثار ، والمعادن ، والنفط ،ويرسم الخرائط والسياسات ، وطرق اختراق ثقافتنا ، وتسهيل السبل لغزونا ، فوجدوا بطيورابن برمان سبيلا إلى التأسيس لانزياح منظومة القيم والأخلاق لصالح منظومة ثقافة الخيانة والغدر وزرع الريبة والشك في الاصول الثابته والمبادىء الفاضله والإخلاق السامية ، وغذوا في نفوس ضعافنا وعقابننا هاجس النزوع إلى الإقتداء بتجارب ونظريات أثبتت فشلها في بلدانها ولا تصلح لأرض لم تزرع بها ، وهواء لم تتنفسه ، وحليب لم ترضعه فباركوا تطبيقها في اراضينا ومرابعنا. فالليبراليه والعلمانيه والحريه والعصرنه وغيرها ممن يحاول كل طير لابن برمان التقاطها بمخالبه الحادّة ومنقاره المعقوف، ليرميها وبالا على دينه ووطنه وأهله، وخير الكلام ما أغنى اختصاره عن إكثاره.والبيب بالاشارة يفهم .فالحذر ان تكون كطير ابن برمان لاهلك وبلدك. سليمان المرشد