مضت الشهور تباعًا بلا مهل وبلا هوادة , كلما انقضى شهر شمَّر شهر آخر عن ساعده ليأتي بعد انتظار طويل , أشهر ينسلخ بعضها عن بعض , ونحن صرعى لذلك التعاقب وما يكون فيه من أيام , تلك الأيام محسومات على أحدنا بخير , وقد تكون على مرضانا طويلة كما السنين . كان الناس يرقبون رمضان وهم في أول شعبان , فلما أفل شعبان وجدوا أنفسهم في هذا الشهر الذي ارتأى المؤمن فيه حسنات , أو لعلها تكفير سيئات قد اقترفها في مسيرة حياته , فليس لأحد منا بلا ذنوب . على أن مما يؤسف عليه رؤية كثير من الأناسي لا تحفل كثيرًا بهذا الشهر الفضيل لاسيما فئة الشباب , فكأن هذا الشهر ليس له حظ قد هيمن به على سائر ( باقي ) أشهر السنة , فقلما رأيت من عدَّل مسار حياته في هذا الشهر , وقلما رأيت من اتخذه محطة له ليرى فيها سجل أعماله المواضي , فلم يرد أن يرد مظلمة لمن ظلمه , ولا سداد دين متأخر , ولا اعتذار عن خطأ قام به , ولا ترضية صديق قد هجره هجر الخصم المعاند . كنا فيما مضى نلوم من يحفظ لهذا الشهر فضله حين يحاسب نفسه , ويحاول جاهدًا أن يرد حق غيره , ناهيك عن كثرة نوافل وكثير صدقات وتطوع , ثم يعود بعد رمضان إلى سيرته الأولى , أما اليوم فكأن كثيرًا منا يرى أن رمضان هو أولى بتلك المقولة من شعبان , فكأن عقله الباطن يقول له من أول أيام رمضان : رمضان ولَّى !! =================================================================== ___________________ تعليقات الزوار ابو محب الدكتور أحمد سلام عليك مقال رائع ! كأنك تقول رمضان فرصة المقصرين في الايام الخوالي !!! ما احوجنا الى كهذا مقال استمر في التألق والابداع يا متألق . صالح عبدالمحسن أشكرك على هذه المقالة... نعم الناس في هذا العصر ليس الناس في تلك العصور التي أفلت وأنجلت يأتي رمضان ولا ترى التغير عند بعضهم بل أكثرهم فهذه المدرسة الرمضانية لا تربيهم ولا تهذبهم بل كجلمود صخر...!! آآه...يا أحمد ماأجمل أيام رمضان عندما كنا أطفالا وما أجمل روحانيته فقد كان هذا الشهر مربيا ومهذبا للأخلاق ترى التسامح والعفو بين بعضهم البعض وترى الوجوه الباسمة طوال هذا الشهر لأن من يحل عليه ضيفا ليس من المرؤة مقابلته بوجه عبوسا . للأسف الشديد... رمضان حل علينا ضيفا ومازالت الوجوة شاحبة كالحة عابسة...!! عيون الصقر ياهلا وغلا استاذ احمد بالقصيمي الصريح القلوب قاسية كثرت عليها الشرور واختلطت الاشهر كنا نعزو هذا الاهمال لفضل الشهر الكريم بان الغالبية ربانيون لارمضانيون رب رمضان رب كل الشهور ويبدوا ان ضباء الفتن تكاثرت على خراش القلب الشقي في لقمة الترف التي لايقف امام نهبها حاجز. اعتب عليك في عدم كشف المستور هل هو خوف النقد او محاباة للجهل عيون الصقر ________________________________________________________ مقالات سابقة. الشباب والحيرة