بمشيئة الله يشهد مساء الأربعاء القادم خسوفاً كلياً للقمر وسيبدأ في تمام الساعة التاسعة والثلث مساء وينتهي في تمام الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل, وسيشاهد في كل من أمريكا وأوروبا وآسيا واستراليا، ومدة الخسوف كلها 3 ساعات و39 دقيقة, منها ساعة و41 دقيقة كلياً. وقال الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق: إن هذا الخسوف من الخسوفات اللافتة للنظر والنادرة, نظراً لطول مدته وظلمته, فالمدة والظلمة تعتمد على قرب أو بعد القمر من الأرض، فكلما كان أقرب من الأرض كانت مدته أطول وأسود ظلمه. وظاهرة الخسوف تحدث عندما يقع القمر في ظل الأرض (أي تكون الأرض على خط مستقيم بين الشمس والقمر) فالأرض تدور حول الشمس وتجر خلفها مخروطا من الظل طوله طول قطرها 221 مرة ويدور القمر حول الأرض وتفصلهما مسافة متوسطها 60 قطراً أرضياً وجرم القمر مظلم بذاته غير مضيء وما فيه من نور إنما هو مستمد من ضوء الشمس، والخسوف يحدث عندما يكون القمر بدراً وقريباً من إحدى العقدتين ولكن لا يحدث في كل دورة قمرية (أي في كل شهر قمري) ما لم يقع مركز كل من هذه الأجرام الثلاثة على خط مستقيم واحد، وذلك لأن مستوى مدار القمر حول الأرض يميل عن مستوى مدار الأرض حول الشمس بزاوية قدرها 5 درجات و 8 دقائق. وهذان المداران يتقاطعان في عقدتين تسميان العقدة الصاعدة والعقدة الهابطة؛ فلهذا تحدث هذه الظاهرة فيما لو اتفق وأن أصبح القمر بدراً بالقرب من إحدى هاتين العقدتين، وهذا لا يتفق إلا مرتين في السنة تقريبا. يكون الخسوف كلياً إذا كان البدر في إحدى هاتين العقدتين تماما أي تكون حركته مباشرة خلال مركز الظل التام للأرض. أما إذا كان القمر في منطقة شبه الظل فتحدث ظاهرة الخسوف الجزئي. ومما تجدر الإشارة إليه أن القمر لا يختفي كلياً في حالة الخسوف الكلي بل يبقى سطحه باهتاً ذا لون نحاسي تقريباً، والسبب في ذلك الانكسارات الحاصلة في أشعة الشمس عند اختراقها للغلاف الجوي الأرضي بسبب الجسيمات الترابية العالقة في الطبقات الجوية.