لم يعتبر نفسه بعيد ا عن المشكلة ، ولم يجعل دوره ينتهي عند باب دوريته وملاحظاته الامنية فقط ، لذلك بدأ الرقيب اول / محمد بن عبدالرحمن العتيبي من منسوبي الدوريات الامنية بمحافظة عفيف بالدخول إلى دهاليز اسرار الطلاب المشاغبين في المدارس التي يكلف بمراقبتها اثناء فترة عمله ، وهكذا بدأ يصطاد نماذجه من أسوار المدارس ، بعد أن أخذ الأذن من مسؤولي التربية بإجراء دراسته التي تناول فيها اسباب هروب الطلاب من مدارسهم واثرهم على النواحي الأمنية ، وما مدى استخدام الرقم 999 لدى الطالب , وخرج بعد ذلك ببحث شخص فيه أهم الاسباب التي تدعوا اولئك الطلاب للهرب مع اقتراحات لحل بعد هذه المشكلات مستندا في كل ذلك على اقوال نماذج دراسته من الطلاب الهاربين من على اسوار المدارس وقد تلقى على ذلك البحث شكر وتقدير مدير شرطة عفيف العقيد علي بن ابراهيم الصويلحي ومدير التربية والتعليم بمحافظة عفيف الاستاذ ملفي بن عبدالرحمن العتيبي . ويقول العتيبي أنا لم أقدم هذا البحث من واهس المفاخرة ولكن من واهس إيجاد الحلول نظرا لما شاهدته أثناء تواجدي بالقرب من المدارس حيث لاحظت كثرة الهروب وكثرة تواجد الطلبة بمركباتهم في الشوارع أثناء الدراسة تاركين مدارسهم ويضيف بقوله كنت أحاول عند إيقاف المتجاوزين منهم أن ادخل في دهاليزهم لمعرفة مالديهم من مشاكل. داعيا الدوائر الامنية والدينية والتعليمية وولاة أمر الطلبة التكاتف لإيجاد الية تحمى ابناءنا الطلبة من الانحرافات وتذلل الصعاب التي تواجههم. وخلص العتيبي في بحثه المختصر إلى ان من أهم الاسباب التي تؤدي لهروب هؤلاء الطلاب هي عدم مراقبة أولياء الأمور لهم بعد خروجهم من المنزل وعدم متابعتهم دراسيا مع المختصين في المدارس وتوفير المال والسيارة لبعضهم أضف لذلك التدخين والسهر وضعف العقوبات التي تطبق على الطلاب المشاغبين مما قلل بدوره ايضا من هيبة مدير المدرسة والمعلم بشكل عام وأضف لذلك ايضا ضغط الحصص وتتاليها والروتين في طريقة التدريس مما يولد الملل لدى الطلاب وإضافة لضعف تحصين أسوار المدارس بشكل يجعل اعتلائها امر سهلا عند هؤلاء الطلاب . وسلم العتيبي في بحثه إلى ان هروب الطلاب حتما يترتب عليه مخالفات امنية كثيرة لعل من اهمها انتشار السرقة وخاصة لسيارات زملائهم الطلاب والمعلمين ونشل العمالة وقطع الإشارات والتفحيط أمام المدارس والمشاجرات والمضاربات سواء بينهم او مع آخرين أو مع اصحاب المحلات وبالاضافة للتجمعات في أماكن معينة مثل مقاهي الشيش واختلاط الصالح بالطالح . واستنتج الباحث ان الفكرة المتبلورة لدى جميع أؤلئك الطلاب عن الرقم ( 999 ) معروف بأنة رقم الشرطة فقط ، وادئما ما يتخوف الطالب من الاتصال بهذا الرقم للابلاغ عن القضايا والمخالفات التي يعرف شيئا عنها خوفا من إشراكه في هذه المخالفات – بحسب مفهومه - أو خوفا من أن يقال عليه بين رفقائه بأنه (نمام) . وكانت نسبة الخائفين من عدد المئة طالب 50% والمتجاهلين 25%والمبلغين 25% ، وعبر الباحث عن دهشته عندما افصح له عدد من هؤلاء الشباب أنه يعلم بكثير من الجرائم التي تحدث داخل الاحياء او الشوارع ويتكتم على المعلومات بسبب الفهم الخاطئ المتبلور لديه عن عواقب البلاغات .