أثارت التصرفات الأخيرة لمسئول في إدارة التربية والتعليم يرأس جمعية البر الخيرية بالمحافظة العديد من التساؤلات عن موقفه المتعنت من اول لبنات التعليم العالي في عفيف التي ترتب لفتح أبوابها لاستقبال أبناء المحافظة . وكان المسئول قد أغلق بابه في وجه وفد الأهالي الذي ضحى بوقته وماله سعياً للتعجيل بافتتاح الجامعة ، ومهد الطريق لمنسوبي جامعة شقراء لكي يسرعوا في إجراءاتها ، إلا أن هذا المسئول رأى أن يكونوا ممثلي الأهالي خارج المكتب عند لقاءه بعميد الكلية المزمع افتتاحها رغم ان اللقاء كان في مكتبه التعليمي وليس في مكتبه كرئيس للجمعية (اذا كان ينظر للقاء على انه بين مسؤول الجامعة مع رئيس الجمعية وليس مسؤول التعليم) كما أنه لم يتوقف عند هذا التصرف الغير مقبول بل غالى في سعر إيجار المبني التي طلبته الجامعة ، وجعلها فوق جميع التصورات ، فمن يصدق أن مبني مصمم ليكون مبنى مدرسة وفي موقع جعله مغلقا لعدة سنوات جعلت المدارس الاهلية والحكومية تعزف عن استئجاره فكيف يستحق مبلغ ثمان مئة ألف ريال ، وهي للمعلومية بعيدة عن الشارع العام وقريبة من مجرى الصرف الصحي ! هذه التصرفات التي لم يكن الأهالي ينتظروها من رجل يقود التربية والتعليم ويرأس جمعية البر الخيرية جاءت لتوصد أبواب الأمل في وجوه أبناء عفيف الذين ينتظرون افتتاح فرع للجامعة ليتقدموا بملفاتهم التي اعتراها الغبار وتآكلت لطول فترة الانتظار ، خصوصا ان استئجار اي مبنى آخر قد يتطلب وقت يضطر فيه مسؤولي الجامعة لتاجيل الدراسة للعام بعد القادم, وهذه التصرفات جعلت المواطن البسيط يطرح سؤالاً أكثر سخونة مما سبق : هل هؤلاء أبناء عفيف ، وهل هذا ما كنا ننتظره منهم ؟ بعد أن طالت مدة الانتظار وتحمل عدد من أبناء عفيف عناء السفر وتكاليفه سعياً وراء افتتاح الجامعة التي أصبحت مواعيدها في عالم المجهول بفعل مسئول لم يكن موفقاً في تصرفاته . تجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمعية السابق قدم عرضاً بمبلغ يقل عن نصف المبلغ الذي طلبه المسئول التعليمي ، والذي يدرك في قرارة نفسه بأن مبنى تعليم البنات الذي يجري إنشاءه غرب المحافظة لن يحقق هذا المبلغ فيما لو عرض للإيجار ، وكذلك الفندق المجاور له لم يصل إلى مثل هذا المبلغ . ويستغرب البعض من بقاء المبنى مغلقا دون ان يستفيد من ريعه الفقراء والمساكين بل واستمراره على هذه الحال لعدة سنوات وكان الاجدر به تاجيره على الجامعة بالمبلغ الذي عرضته وهو 250 الف ريال خصوصا ان ادارة التعليم مستاجرة بجواره مبنيين بمبلغ يوازيه وقد تنتقل الى مبناها الجديد غرب المحافظة في غضون عدة اشهر وتلحق بهذا المبنى وتغلق ابوابها وتتقلص عائدات الجمعية هذا اذا ماعلمنا ان الجامعة ستتوسع في اقسامها وكلياتها وستضطر الى استئجار المباني عند انتقال الادارة منها. هذه الامور جعلت المسؤول الجامعي يفكر جديا في بدء الدراسة بمبنى الاقسام العلمية التابع لكلية التربية للبنات والواقع بجوار مسجد الملك فيصل لحين ايجاد مبنى ملائم. بقي أن نورد الأسئلة الأكثر إلحاحاً والتي يتداولها الشارع العفيفي بعد هذه التصرفات المثيرة : لماذا أقدم هذا المسئول على هذا التصرف ؟ ، ولو تقبلنا قراره بإبعاد الوفد من المقابلة بحجة خصوصية اللقاء ، فكيف سنتقبل قراره بإغلاق طريق التعليم الجامعي الذي كاد أن يمر بسرعة البرق من ذلك الباب ؟ ماذا سيستفيد ، ولمصلحة من فعل هذا ؟ هل يعي نتيجة تصرفه ؟ هل يعقل أن هناك مبنى في محافظتنا سيحقق المبلغ هذا ؟ ما الفرق بين هذا المبنى ، والمبنى الآخر بجوار الإشارة ، وكم إيجار ذلك المبنى ؟ هل لديه أبناء ينتظرون التعليم العالي ؟ لماذا يحرم فقراء عفيف من مبلغ لم يتحقق من قبل ؟