أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن وحدة هذا الوطن وقوته تفرضان علينا مسؤولية جماعية في الذود عنه، في زمن كثرت فيه أطماع الأعداء والحاقدين والعابثين، وهذا يستدعي منا جميعا يقظة لا غفلة معها. وقال - حفظه الله - في خطابه السنوي أمام مجلس الشورى بعد ظهر اليوم ، مفتتحاً أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة للمجلس "إن دورنا يضاعف علينا المسؤولية المشتركة بين الجميع كل في موقعه، فالوطن للجميع، ومعيار كل منا على قدر عطائه وإخلاصه لوطن قامت أسسه على دعائم الدين والذود عن حياضه بالنفس والنفيس، ولا نخشى في ذلك لومة لائم، فهذا هو المحك لمعادن أبناء الوطن وكلهم معدن نفيس بإذن الله وهو عهدنا بهم." وأهاب الملك عبدالله بالجميع أن يدركوا "أن الكلمة أشبه بحد السيف، بل أشد وقعاً منه، وان الكلمة إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات، والغمز واللمز، وإطلاق الاتهامات جزافاً كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا، وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء، لذلك أطلب من الجميع أن يتقوا الله في أقوالهم وأعمالهم، وأن يتصدوا لمسؤولياتهم بوعي وإدراك، وأن لا يكونوا عبئاً على دينهم ووطنهم وأهلهم." وقال خادم الحرمين "إننا جزء من أمتنا العربية والإسلامية بل والدولية، فدورنا من أمتنا العربية والإسلامية قائم على الدفاع عن حقوقها وبذل الغالي والنفيس لما فيه وحدتهم ورفعتهم، ولا ينكر منصف دورنا تجاه ذلك، وسنحرص دوماً على تبني قضاياهم العادلة، ولا يكون ذلك إلا بوحدة الصف والهدف للخروج من ليل الفرقة إلى صبح الوفاق، أما على الصعيد الدولي فموقفنا واضح وقائم على الصداقة، وتعزيز مفاهيم السلام بين الشعوب والأمم." وفي كلمته الموزعة تحدث الملك عبدالله باسهاب عن منجزات الوطن وشؤونه الداخلية والخارجية، وأكد ان العمل الأمني سيتواصل لإفشال كل المخططات الإرهابية واستئصال شأفة الفئة المنحرفة، وأشاد ببسالة قواتنا االمسلحة في دحر العدوان على الحدود الجنوبية، وأعاد التأكيد على أهمية دعم البرامج المتعلقة برفاهية المواطنين وتطوير قطاع التعليم ومرفق القضاء ودور المرأة السعودية ومشاركتها الفاعلة في مسيرة التنمية، وقال الملك عبدالله إن المملكة تمكنت من مواصلة تنميتها الاقتصادية بخطى ثابتة رغم الهزات الاقتصادية العالمية.