في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن رئاسته ستتخلى عن «الدعامات» التي زودت بها مركبات الفرق الميدانية قبل عامين، في أعقاب حادثة مطاردة اليوم الوطني الأسبوع الماضي التي أدت إلى وفاة شابين، وقال المدير العام للإدارة العامة للمرور في منطقة الرياض العقيد علي الدبيخي إن «تركيب الأمر بالمعروف للدعامات أمر مخالف للأنظمة، وإن المركبات الأمنية فقط من يسمح لها بالاستخدام الإغاثي». ويتزامن حديث المدير العام لمرور الرياض مع حادثة المطاردة التي أودت بحياة شاب وإصابة أخر، إذ تشيع أسرة الضحيتين اليوم ابنها «ناصر» الذي قضى إثر حادثة انقلاب المركبة التي شكلت لجنة من إمارة منطقة الرياض للكشف عن ملابساتها. وأكد العقيد الدبيخي أن فرق «الأمر بالمعروف» وأمانة منطقة الرياض خالفتا النظام في تركيب الدعامات بمركباتهم، «وأن إدارته سبق أن كتبت مخاطبات لهذه الجهات في هذا الشأن»، مشيراً إلى أن «النظام أوجد عقوبات لمن يقود هذه المركبات أو المحال التي تغير واجهة المركبات». وحول نتائج التحقيقات في شأن حادثة المطاردة التي أدت لمقتل الأشقاء القوس، قال الدبيخي: «القضية تم تحويلها إلى شرطة منطقة الرياض بكامل تفاصيلها». وكان قد نشر في (ديسمبر) 2010، بدء الأمر بالمعروف في تركيب دعامات حديدية في مركباتها الجديدة، وأثارت الجدل في أوساط المجتمع، وانقسم حولها أعضاء في مجلس الشورى وحقوقيون ومواطنون بين معارض ومؤيد لإقدام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على تركيب دعامات أمامية مضادة للصدمات في سياراتها. وقال مصدر مطلع في الهيئة وقتها إن ذلك يمثل تجاوزاً لأنظمة الهيئة، ويعد مخالفاً حتى لو تذرعت الهيئة بحماية رجالها. وأشار المصدر (طلب عدم نشر اسمه) إلى أن الدعامات ليست ضمن اشتراطات ومواصفات سيارة رجل الهيئة، مؤكداً أن عمل الهيئة لا يقتضي المطاردة بالسيارة أو الاحتكاك بالناس باستخدام السيارة. فيما رأى عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله بخاري أنه لا يجد مبرراً لتركيب تلك الدعامات، ورأى زميله الدكتور عازب آل مسبل أن الهيئة لا بد أن تكون درست الأمر مسبقاً وأنها «لا تلتقي في الميدان مع المسالمين، بل مع مخالفي المقاصد الشرعية»، وزاد: «قد تواجه شيئاً من المواجهات التي تتيح لها أن تحتاط لمثل هذه الأمور». إلى ذلك، قال شقيق ضحايا مطاردة اليوم الوطني سعد القوس إن أسرته تسلمت خطاب دفن جثمان شقيقه ناصر من الجهات المختصة أمس، وأنه ستتم الصلاة عليه في جامع الراجحي ظهر اليوم (الإثنين). وأشار إلى أن أسرته تأمل بألا تطول نتائج التحقيقات التي تجريها إمارة منطقة الرياض، «كون الجريمة واضحة وموثقة» على حد قوله.