لاشك أن التعلم الإلكتروني أو ما أقرته وزارة التعليم على طلاب وطالبات مراحل التعليم بأنواعها المختلفة له دوره البارز في إكسابهم العديد من المعلومات المهمة في تنمية قدراتهم ومهاراتهم المعرفية والثقافية لمن استخدمه الاستخدام الأمثل ووعى أهميته ودوره على المستوى الشخصي. ولا يخفى على ذي بصيرة الدور الذي بذلته وزارة التعليم في تطوير منظوماتها التعليمية وبرامجها الإلكترونية على مستوى التعليم العاموالجامعي، وتوعية المجتمع بأهمية التعلم الإلكتروني وضخ العديد من البرامج والمعارف والدروس في بوابتها الإلكترونية كمنصة مدرستي. وتسخير إمكاناتها التقنية والبشرية لإنجاح هذه المنظومة التعليمية وتوصيل المعلومة للطالب في منزله بأعلى مستوى، وبعد ذلك يأتي دور أولياء الأمور في أخذ دور معلم الصف و توعية أبناءهم وتلبية احتياجاتهم التقنية والنفسية. وحيث إن هذه المرحلة حديثة على المجتمع وخاصة كبار السن أو من يصعب عليه التعامل مع التقنية، مما حدى وزارة التعليم مشكورة على نشر برامج التوعية والتثقيف في هذا الجانب. وتخصيص يوم واحد في المدارس والجامعات لحضور الهيئة التدريسية وطوال أيام الأسبوع للهيئة الإدارية؛ لمتابعة مثل هذه الصعوبات التي قد تواجه أولياء الأمور. ولاشك أن التعلم الإلكتروني في حد ذاته له العديد من الإيجابيات كسهولة الوصول إلى المعلومة والقدرة على الرجوع إليها مرة أخرى في أي زمان ومكان وتفصيلها وتحليلها وتسجيلها. ومن سلبياته كثرة الأعطال الفنية والتقنية في المنظومات التعليمة سواء في ذاته أو خارجة عن إرادته، مما يجعلنا ندرك دور المعلم المهم في التعليم التقليدي وبيئة المدرسة التعليمية من تنمية لقدرات الطالب وتهيئته النفسية والاجتماعية والتعليمية ومراعاة لمقومات التعليم التربوي والرد المباشر على الاستفسارات والتغذية الراجعة بعد إلقاء الدروس داخل الصف. وكذلك التعلم عن طريق المجموعات من زملائه، التي سيفقدها في التعلم عن بعد ناهيك عن مشاغل الوالدين في حياتهم اليومية، ولأن المرحلة الابتدائية ذات طابع خاص في تكوين الطفل الذهني والجسدي، ولا يمتلكون القدرات العالية في التقنية وإن أوهم بعض الناس وكتاب الرأي بقدراتهم في الألعاب الإلكترونية التي تلبي احتياجاتهم الغريزية كونه يميل إلى اللعب وفرط الحركة كحبة لمقرر التربية البدنية في المدرسة. أما الكتب والواجبات والدروس الإلكترونية فيرى الطفل أنه مجبر عليها ولا يميل إليها في تلك المرحلة العمرية يعانيها أولياء الأمور في المنازل والمعلمين في المدرسة من بعد الطالب عن التعلم وحل الواجبات والاعتذار بكل ما من شأنه إقناعهم عن تعليمه بالعديد من الأعذار الواهية. حيث يذكر أحد أولياء الأمور إعطاء ابنه درس إلكتروني لمتابعته وبعد غياب من الوالد قرابة نصف الساعة تفاجأ بإغلاقه الدرس والعودة إلى برامج ( توم وجيري ) ولا شك أن هذه المرحلة تحتاج إلى عناية قصوى لا سيما أنها مرحلة التأسيس للتعلم من المدرسة والمنزل. أما المراحل العمرية الأخرى فقد تكون أسهل في الإقناع والتعلم من تلك إذا كانت الدروس عن طريق الفصول الافتراضية والتحضير الإلكتروني للطالب ومتابعته بين الحين والآخر للتأكد في من وجوده في الفصل الافتراضي وتكليفه بالعديد من الواجبات ومراجعتها معه عن طريق وسائل التواصل أو المنظومات الرسمية. وبتضافر الجهود بين منظومات التعليم وأولياء الأمور سنحقق فاقد التعليم التقليدي في المدرسة والجامعة، ونشعر أبنائنا بأهمية التعلم واتساع مصادر المعلومة والبرامج الإثرائية في التقنية الحديثة وسهولة الوصول إليها، وسنتجاوز هذه المرحلة – بإذن الله تعالى – بكل عزيمة وإصرار وقدر من المسؤولية. د. بدر عبدالعزيز المرشدي عضو التدريس بجامعة شقراء