يقال أن الحب والكره من الله ولكن لهما طرق عديدة وأسباب كثيرة ومختلفة بين الناس ، الا أن الحب لله وهو الحب السامي الذي سيظل هو الحب الباقي الى الأبد في قلب كل مسلم صادق قريب من الله عز وجل ، وكم نحب أناسا وكم نكره أناس آخرين ، ولكن كل حب وكره له مقياس على حسب الشخص وعلاقتنا به ، فالبعض منهم نجد أننا نحبهم ونفديهم بأرواحنا والبعض الآخر نجد أننا نكرههم ونتمنى أن لا نراهم على ظهر الوجود أو أمامنا ، كما أن الحب في الغالب ما يكون تلقائيا لأشخاص غير محددين ومن دون أية أسباب بعكس الكره الذي عادة ما يكون بأسباب كثيرة ومختلفة ، وعليه .. إذ نجد أن الحب لا يحتاج إلى تعلم أو دافع قوي لأنه غريسة كونية إلاهية فإن أحب الله عبدا أحبه الناس ، بعكس الكره الذي يعد أسبابه من عمل صاحبه ليكرهه الناس وهذا ما يتضح لنا من أن الحب مدرسة عظيمة وكون أن العظمة لله عز وجل حيث أو جدها ودرسها وزرعها في قلب كل إنسان يحمل بداخله الأمل والسلام والإخاء والخير .. الخ ، بعكس الكره الذي يعتبر مدرسته هزلية في واقعها فادحة في تعاليمها التي درست وزرعت الكره والحقد والبغض والعداوة في قلب كل إنسان قد تخلى وتجرد عن إنسانيته ومن ضميره ضد غيره ومجتمعه وهو الأمر الذي قد جعل بينهما فرق واسع ، ولهذا .. ف شتان ما بين مدرستين هما : مدرسة الحب ومدرسة الكره ، فمدرسة الحب مازالت تعلمنا بكيف نحب وأن نتحب ، وأما مدرسة الكره فمازالت تعلمنا بكيف أن نكره بعضنا البعض وأن نفشي العداوة والبغضاء بيننا .. الخ ، وفي الختام .. فقد اتفق بعض الحكماء والعقلاء وأيضا المهتمين في هذا الشأن ليستنتجو بناء على واقعنا من أن : الحب مدرسة رومانسية ( إلاهية صنعها ، بمعنى أن الحب من الله ) ، والكره مدرسة نفسية ( شيطانية صنعها ، بمعنى أن الكره من الشيطان ) ، فسبحانه جل وعلى أن جعل بينهما طريقين ومدرستين مختلفتين ، الآ وهما مدرسة الحب ومدرسة الكره . سامي أبودش كاتب مقالات.