مع تحرر كثير من الناس - وخاصة الطلاب - من ارتباطهم بمواعيد نوم واستيقاظ محددة، يتشجعون على الإفراط في السهر ثم استيقاظهم في وقت متأخر من النهار وتغيير إيقاع نومهم ودخولهم في دورة معاكسة للساعة الحيوية الطبيعية للجسم، ويضطر بعضهم لحرمان أنفسهم من النوم الجيد لعدة أيام حتى أثناء النهار لتجنب تفويت متعة التسلية والارتباطات الاجتماعية المختلفة خلال الإجازة، وخاصة خلال السفر الذي يرتبط بحد ذاته باضطرابات الساعة الحيوية. وقد ينتج عن تلك السلوكيات عدد من اضطرابات النوم والاستيقاظ تعرف بالحرمان الحاد والمزمن من النوم، واضطرابات الساعة الحيوية كمتلازمة تأخر مرحلة النوم، واختلال أوقات النوم والاستيقاظ بشكل معاكس. وقد تحد هذه الاضطرابات من التمتع الكامل بنشاطات الإجازة الصيفية، نظرًا لأعراض زيادة النعاس والخمول والصداع وتعكّر المزاج أثناء النهار، والتململ أثناء النوم في ساعات النهار، وارتجاع عصارة المعدة واضطرابات القولون نتيجة الأكل والشرب بشكل غير صحي وفي أوقات غير منتظمة. ويمكن للمراهقين أن يغيروا نمط نومهم والتأقلم عليه بصورة أسرع عن طريق تأخير أوقات النوم بخلاف كثير من البالغين ومن هم في عمر متقدمة أو يعانون من أمراض عضوية مزمنة، في مجتمع مدني يحفّز على اختلال مواعيد النوم والاستيقاظ، نظرًا للارتباطات الاجتماعية، التي تبدأ عادة في وقت متأخر من الليل، والانشغال بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة القنوات الفضائية وانتشار أسواق التبضع العاملة على مدار أربع وعشرين ساعة. ومن المهم الوقاية من اضطرابات الساعة الحيوية أثناء فترة الإجازة، بنشر الوعي بالاهتمام بتجنب أسباب السهر المفرط والتقليل من تناول المنبهات وتجنب التدخين، والحرص على انتظام أوقات النوم والاستيقاظ، وأخذ القسط الكافي من عدد ساعات النوم خلال الليل. أما من أصيب باختلال مواعيد النوم والاستيقاظ أثناء أو بعد انقضاء الإجازة فمن الضروري محاولة ضبط مواعيد نومه بالتدريج على مدى عدة أيام، كتقديم موعد نومه بمقدار نصف ساعة يوميًا، والتعرض لضوء الشمس أثناء ساعات الصباح الأولى لحث الجسم على الشعور بالنشاط والاستيقاظ ومحاولة تجنب القيلولة، كما يمكنه كذلك زيارة الطبيب المختص لعرض المشكلة وعلاجها عند معاناته من عدم القدرة على العودة إلى النسق السليم للنوم الصحي.