بداية اتقدم بالشكر الجزيل على جميع من قام بالتعليق على مقالي السابق حديث الذكريات واليوم سأواصل سلسة الذكريات (صيف املج احلى) بمناسبة دخول فصل الصيف الذي يبدا بتاريخ 21/6 وينتهي 21/ 9 من كل سنة ميلادية عندها ترتفع درجة حر ارة الجزء الشمالي من الكرة الارضية بسب تعامد أشعة الشمس على مدار السرطان أعود لصلب الموضوع أكتب اليوم في هذا الموضوع لشريحتين احدهما من هم من جيلي والجيل الذي سبقنا مذكرهم بالايام الخوالي , والشريحة الثانية لمن لم يعش تلك الايام بليليها الجميلة لأرسم لهم لوحة من الماضي الجميل . أما جيلي الذي لم يعرف الكهرباء بشبكتها العمومية الا في مرحلة المراهقة وان كانت من قبل متوفرة وبشكل ضيق جدآ عند بعض الأسر ومنهم جدي الشيخ على الزرقاء � رحمه الله � بواسطة( ماطور اخضراللون ) لايزال البعض يستخدمة في الوقت الراهن في بعض المزارع الصغيرة , أعود الى تلك الأيام والليالي حيث النهار طويل رطب شديد الحراراة ولا معين للناس بعد الله في التغلب على ساعاته الا الثلج الذي كانوا يجلبونه من خارج املج او من الثلاجات التي تعمل على القاز التي لدى البعض ومن نسيم البحر الذي يهب على تلك البلدة الصغيرة فيجدد النشاط لدى العاملين ويعطيهم قوة تحمّل وعندما تبدا الشمس بالغروب يبدأ معها نسيم البحر بالتوقف للترتفع نسبة الرطوبة في الجو لسكون الرياح فتزاد نسبة بخار الماء في الجو وفي الليل ياتي دور نسيم البر وهنا يشد كثير من الناس الرحال بحثآ عنه ليجدونه في الكثبان الرملية المحيطة باملج ( سمنة � الزاوية وتسمى الحبل ) مستخدمين السيارات التي لدى بعضهم وهي من سيارات الحوض ( البيكب ) فتجتمع الاسر في هاتين المنطقتين ليتبادل الرجال الاحاديث والاطفال يتسابقون في الالعاب وسط بحر من الرمال . والنساء يشعلن النار لتجهيز القهوة والشاي و رغم الفقر الذي كان ظاهرآ على المجتمع في تلك الحقبة من الزمن إلا انهم كانوا يعيشون وسط حالة من الحب والالفة وكأنهم يردون على صاحب مقولة ( اذا دخل الفقر مع الباب ذهب الحب مع الشباك ) فهم على قلب رجل واحد في ظاهرة اختفت عن كثير من المجتمعات في وقتنا الحاضر , ومع ساعات النهار الاولى تسير القوافل عائدة لنهار جديد وللبحث عن ابواب رزق ليعودوا مسآ في رحلة حب جديدة فهد بن عبدالله القباني