قال الدكتور خالد الدخيل: إن القوميين واليساريين العرب يكرهون الإسلامَ السُّني والمملكة؛ ولذلك يؤيدون بشار الأسد والأقلية العلوية في سوريا، والنظام الإيراني. وأضاف أن القوميين العرب يقفون مع نظام الأسد ضد الشعب السوري، ومع التدخل الإيراني في سورية والعراق ضد عروبة البلدين. وأشار "الدخيل" في مقاله ب"الحياة": "هناك قومي آخر يتفهم الدور الإيراني وحاجة إيران لحماية مصالحها وأمنها القومي، ولا يتفهم الموقف السعودي المناهض للتدخل الإيراني". وتساءل "الدخليل: لماذا؟ وأجاب لأنهم يكرهون المملكة، في الوقت نفسه، يتقبلون ثيوقراطية النظام الإيراني ومذهبيته، ولا يرون بأساً في توريث حافظ الأسد الحكم لابنه بشار الأسد، وفوق ذلك، لا تعوزه التبريرات لإقناع أنفسهم بكل هذه وغيرها من التناقضات الرثة، مع ذلك، فإن اللافت هو أن الغالبية لا تستطيع المجاهرة بذلك. وتابع "الدخيل": الأقلية المرتهنة مباشرة لإيران مثل الرئيس السوري، أو ل «حزب الله» في لبنان مثل بعض النخب، بمن فيهم الرئيس ميشيل عون، هي مَن يملك جرأة المجاهرة بدعم إيران و«حزب الله»، وهذا يعبر عن ارتباك يتم تبريره وتغطيته عند بعضهم، خصوصاً اللبنانيين، بغياب أي خيار أو دعم عربي. وعند بعضهم الآخر بلجج فارغ لا معنى له إلا إثارة الغبار للتغطية والتمويه". وتساءل د. خالد الدخيل: لماذا انتهى الأمر بالتيارين القومي واليساري إلى هذا الخيار؟ في الشام، لا يمكن تفسير ذلك إلا بحقيقة أن الاشتراكية والقومية العربية لم تكونا بالنسبة لهؤلاء خياراً فكرياً ووجودياً نهائياً، بقدر ما أن كلاً منهما كانتا مجرد غطاء يُخفي الانتماء لأقليات المشرق، ولذلك كانوا مع إيران في تدخلها في سوريا، ولم يجدوا غضاضة في الانضواء تحت مظلة تحالف الأقليات كما أرادته إيران، وذلك خوفاً من مآلات انتصار الغالبية السنية، وحماية لحكم الأسد بهويته العلوية، التفسير ذاته ينسحب على الحال في العراق". وتعرَّض "الدخيل" لكراهية الناصريين للسعودية، وقال: "لعل أبرز من تمثلت في موقفه هذه العوامل مجتمعة الصحافي المصري الراحل محمد حسنين هيكل، ومن يتماهى معه من بين مثقفي مصر وكتابها. وهي مبررات لا تعكس حساً قومياً بأي معنى حقيقي، وإنما تعكس حساً مصرياً بغلالة قومية عربية". وقال "الدخيل": أما الليبراليون فهم لا يقلون ارتباكاً عن الآخرين، يتعاملون مع مخالفيهم (القوميين واليساريين والإسلاميين) بالذهنية والمنهج ذاتَيهما اللذين بسببهما اختلفوا معهم". وأضاف: أمام هذه الصورة، من الواضح أن الارتباك لا يقتصر على الدول والطبقات الحاكمة العربية، بل يمتد ليشمل جل النخب الثقافية والسياسية. وليس غريباً والحال كذلك، مع تفشي الإرهاب والطائفية والحروب الأهلية، والتدخلات الأجنبية وتهاوي بعض الدول، أن هناك شعوراً بالقلق هو متفشّ عربياً، مصدر القلق هو غموض المستقبل، والارتباك العربي أمام ذلك".