توفي بالرياض ظُهر اليوم الأحد، الدكتور محمد أديب صالح، أستاذ ورئيس قسم القرآن والسنة بجامعة دمشق، وأستاذ أصول الفقه بكلية الحقوق فيها، وأستاذ ورئيس قسم السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض سابقاً، رئيس تحرير مجلة"حضارة الإسلام" والدكتور الصالح عالم وأديب وأكاديمي تخرج على يديه آلاف الطلبة الجامعيين، ومئات من أساتذة الجامعات في سورية، والأردن، والمملكة العربية السعودية، وهو من مواليد عام 1926م في قطنا جنوب غرب دمشق، في سوريا توفي والده وعمره ستة أشهر فتولت أمه رعايته. والدته السيدة نظمية يقول محمد أديب صالح: الوالدة: هي السيدة أم أديب نظمية بنت أحمد الطحان، ولدت في دمشق عام 1906م، وعاشت في قطنا مع والدي الذي توفي وسنّها يومذاك عشرون عاماً وستة أشهر، وحرصاً منها على تربيتي دون سلطان لزوج جديد رفضت الزواج ثانية بعد أن خطبت غير مرة، وتفرّغت للعناية بي صابرة على لأواء الطريق مجاهدة تقية، همّها –بعد استقامتها- أن ينشأ ولدها نشأة علمية صالحة، وكانت وفاتها في الرياض بالمستشفى بعد تمريضها أياماً، وهي صابرة محتسبة في المنزل بيننا عام 1403ه وتم دفنها في البقيع بالمدينة المنورة إنفاذاً لما هو شبه الوصية.. ولقد أسعدني وزادني شرفاً، وهذا ما أملكه أن جعلت إهداء رسالتي للدكتوراه "تفسير النصوص" قولي هناك: "إلى الرائدة الأمينة على درب اليتم الطويل.. والتي ما زالت تتابع الطريق عطاء ووفاء ترجو بهما الله واليوم الآخر.. أمي ويعلي مقامها في الآخرين. أستاذه إبراهيم الغلاييني مفتي قطنا وقبل الدراسة الجامعي التزم "الصالح" بحلقات العلم على أيدي نخبة من العلماء وفي مقدمتهم الأستاذ الشيخ إبراهيم الغلاييني مفتي قطنا والتي مهدت للقدرة على إمكان التعامل مع بعض من أمهات الكتب في الشريعة واللغة العربية، ساعد على ذلك حفظ عدد لا بأس به من المتون. ثم حصل على الكفاءة الشرعية والكفاءة العامة، ثم الثانوية الشرعية، والثانوية العامة بدمشق بين سنتي 1944 و1946 م، وأوفدته وزارة المعارف إلى الجامعة الأزهرية، وحصل على شهادة العالمية من الجامعة عام 1949م، وعلى إجازة الحقوق من كلية الحقوق بجامعة دمشق عام 1950 م. في كلية الشريعة ودخل كلية الشريعة معيداً بمسابقة شرعية عام 1956 1957 م وذلك بعد التدريس خمس سنوات أو تزيد في ثانويات ودور المعلمين بدمشق وحلب، وأوفد من جامعة دمشق إلى كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1959 م بعد تدريس مادة " أحاديث الأحكام " سنة دراسية بكلية الشريعة بدمشق. وحصل على شهادة معهد الشريعة في كلية الحقوق بجامعة القاهرة (وهي مع رسائلها الموجزة بمثابة درجة الماجستير) عام 1961. الدكتوراه من حقوق القاهرة وحصل على الدكتوراه في الحقوق (الشريعة الإسلامية) من كلية الحقوق بجامعة القاهرة بمرتبة الشرف الأولى مع تبادل الرسالة مع الجامعات الأجنبية، مع التوصية بطباعتها، وكان موضوع الرسالة: تفسير النصوص في الفقه الإسلامي.. دراسة مقارنة. عمل في الفترة من 1964عام إلى 1969 م مدرساً بكلية الشريعة، وشارك بوضع المناهج مع تدريس مادة أصول الفقه في كلية الحقوق، ومواد علوم القرآن وعلوم الحديث والبلاغة النبوية في كلية الآداب بجامعة دمشق، وتولى رئاسة قسم علوم القرآن والسنة بكلية الشريعة بجامعة دمشق، وقام بتدريس آيات الأحكام وأحاديث الأحكام وأصول الفقه بكلية الشريعة وأصول الفقه بكلية الحقوق. من الأردن إلى جامعة الإمام بالمملكة وفي الفترة من 1970 إلى 1974 م، عمل بالتدريس بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية محاضراً ثم رئيساً لقسم أصول الدين، وانتقل للعمل في المملكة العربية السعودية عام 1978 وعمل أستاذاً في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وساهم في إنشاء قسم السنة وعلومها وتولى رئاسة القسم لمدة ثماني سنوات، وأسهم في أعمال المجلس العلمي عن طريق العضوية في عدد من الدورات، وأشرف على عدد وافر من رسائل الماجستير والدكتوراه في الكلية وناقش عدد وافر أيضاً من رسائل الماجستير والدكتوراه في مختلف جامعات المملكة وبعض البلاد العربية. في المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية اختير الدكتور الصالح في عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ عام 1977 م وحتى صدور نظام التعليم العالي، وشارك في تحكيم الإنتاج العلمي وبحوث الترقية لأعضاء هيئة التدريس في عدد من الجامعات، والتحكيم في صلاحية نشر الكتب والبحوث في بعض المجلات المحكمة في المملكة وغيرها. وشارك في عدد من المؤتمرات، مثل: مؤتمر السنة والسيرة، مؤتمر المنظمات الإسلامية، مؤتمر فقه الدعوة والدعاة، مؤتمر مكافحة المسكرات والمخدرات، وعمل أستاذاً في قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية في جامعة الملك سعود، وتولى وتدريس نصوص الأحكام وفق بيان العربية وقواعد الأصول. أبرز مؤلفاته ومن أبرز مؤلفاته:" تخريج الفروع على الأصول " للإمام الزنجاني المتوفى سنة 656 ه تحقيق، " تفسير النصوص في الفقه الإسلامي " مجلدان، " لمحات في أصول الحديث "، " مصادر التشريع الإسلامي ومناهج الاستنباط "، " مع الجامع لأحكام القرآن " منهج القرطبي ودراسة تحليلية لنصوص من تفسيره، " على الطريق " مجموعة مقالات فكرية وبحوث تتعلق بالعلوم الإسلامية، " هكذا يعلم الربانيون "، " أدعياء الهيكل "، " القيامة ": مشاهدها وعظاتها في الحديث النبوي 3 أجزاء، " التقوى في هدي الكتاب والسنة وسير الصالحين " 4 أجزاء في مجلدين. إضافة إلى مؤلفات: " معالم في الغاية والمنهج "، " القصص في السيرة النبوية "، " علم أصول الفقه" للشيخ عبدالوهاب خلاف"، " شذرات وقطوف "، " الكشكول "، " رحلة مع الشامي المرابط شيخ الإسلام الإمام أبي عمرو الأوزاعي ".